Tuesday, June 2, 2009

175) أتريد التميز ؟

اهلا بكم وأعود أعود لطاولتي
نعم أعود ولفترة أبتعد قليلا عن عالم الفيس بوك الذي سرق مني عالم التدوين ... وأدعو الله راجية أن أسترجعه
التميز !!
ز

من منا لا يريد أن يكون متميزاً بين أقرانه وأحبائه ؟ أعتقد أن كل منا يريد ذلك .
فلننظر ابتداءاً لمعنى التميز هل هو الاختلاف عن الاخرين ؟ لا أعتقد ولكن التميز في عيني أن أرى الخير في الآخرين . هناك من يتميز بصفة سيئة وليس هذا بشئ مرغوب . ويلجأ له بعض الناس فقط عند فشلهم في التميز الحقيقي بالخير والصفات الطيبة .
طريقي إلى التميز

كنت متميزة منذ الصغر دراسيا وشكليا مع أني لا أرقى لمصاف فرجينيا جميلة الجميلات ولكني دائما كنت مختلفة بالمعنى الطيب للإختلاف . فيم مضى كنت أظن أن هذا التميز شئ يولد مع الإنسان شئ جينيّ وكنت أتعجب أحيانا كيف لا يشعر بعض أقراني بتميزهم !! لأني كنت أرى التميز في كل من حولى حتى زملائي الضعاف دراسياً كنت أرى فيهم تميزاً في صفات أخرى غير الدراسة وكنت يقيناً أشعر بالثقة وأن الله وضع في كل منا صفات جميلة زهرية تعطر حياة من حولنا من الأصدقاء والأقارب . ولكن أصدقائي وأغلبهم كانوا لا يشعرون بمثل تلك الثقة حتى أني رأيت فتاة جميلة جدا وكانت دائماً تتذمر من أنها ترى نفسها غير جميلة وكنت أتعجب منها فكيف تفقد الثقة في جمالها حيث أفتقر أنا لمثل هذا الجمال ومع ذلك أراني جميلة
فاجأني مرة كلام شخصية قريبة عندما قالت لي : انت لم تمر يوماً بموقف تشعري فيه بأنك الضعيفة دراسياً لذا لن تعرفي أبداً شعور من يخفق دراسياً
ذلك جعلني أتساءل كيف أصبحت متميزة كما يقولون ؟
دائماً كنت أتهم أمي أنها معول هدم لي ولشخصيتي ولكل ما هو جميل في .. ولكن الآن وفي تلك اللحظة أمحي تلك النظرية تماماً .
في طريقي للتميز كل الصفات الطيبة من الصدق والحنان ومراعاة الاخرين اكتسبتها فطريا من رؤيتي لوالدتي في طريق الحياة .. حتى حب القراءة هي أول من عودني شراء الكتب ومطالعتها .. لا أنكر أني ابتغيت طريق العلم بعدها ولكن لم أكن لأسير في ذاك الطريق دونما من يمسك قبضة باب الحياة ويديره ليفتحه أمامي
أيضا على مدار حياتي كانت أمي تحاول قدر استطاعتها أن تنفي عني تميزي ظناً منها أن ذلك سيكون طريقي لهاوية الغرور حتى أنها كانت تهدم بقوة بدلا من أن تساند
كنت أرى في ذلك محنة ولكن هدية الرحمن كانت مغلفة بتلك المحنة لأنه كلما كانت أمي تفعل ذلك كنت أحاول أن أستزيد فضلا في نفسي لأثبت لها أني جديرة بإحترامها لي وتقديرها .. ولا أنكر أني وحتى الآن وبعد أن تخطيت سنين العمر الكثيرة ما زلت أتمنى نظرة
رضا وفخر من أمي دوناً عن العالم كله.

لذا لا تبتئس إن واجهتك المحن فما ينقى الذهب إلا بصهره .. فكن كالذهب

في طريقي للتميز رأيت الله يرعاني بعينه وتدبيره وعوضني عن اليتم وفقدان الأب بتلك القوة الغريبة لمواجهة الحياة حتى مع إحتفاظي بتلك الرقة في القلب الشديدة التي تجدها في انكسار اليتيم . سمعت يوما أن الله جعل سيدنا محمد يتيماً ليشعر بآلام الناس لأن اليتيم يشعر بانكسارات الآخرين وتذكرت قوله تعالى " واصطنعتك لنفسي " وكأن تدابير الله تجعلك في منزلة أقرب إليه فتسمو لتقترب منه روحاً وعقلاً

نعم رزقني الله تعليماً طيباً ومعلمين أفاضل لم أتعلم منهم فقط العلم ولكن الخلق اكملوا ما كانت تبنيه أمي حتى التلفاز سبحان الله الآن وبعد عمر طويل تعجبت من البرامج التي كانت تراها عيني من العلم والايمان لجولة الكاميرا لخمسة سياحة . كنت صغيرة السن ولكن كنت بفضل الله أعي ما فيها
كان هذا طريقي للتميز

فتذكر أن كل ما يضعه الله في طريقك هو اشارات الهية عليك أن تتبعها لتصل للتميز وقدر معلميك وتذكرهم بالخير وأحسن إليهم
إن عرفت طريق معلم لك أفادك يوماً بمعلومة أو كلمة أو خلق رسخ في نفسك لا تبخل عليه بزيارة وتعلمه أنك تحفظ الجميل .. إثني عليه إن كانت فقط كلمات فقد تجعله سعيداً ولو للحظات هو جدير بذلك
رد الجميل .. وإنقل الخلق الذي تعلمته لغيرك لكي لا تفقده مع الأيام


هل تتساءل كيف أكون متميزاً ؟؟

اولاً ثق بأنك متفرد وهذا أكيد فبصمة إصبعك لا تماثلها بصمة أخرى على وجه الأرض فها أنت متفرد بالفطرة ومن العجب أن الله جعل لنا بصمة الأسنان والأصابع وحتى الخلايا في دي إن إيه أليس كذلك
إذاً تستطيع أن تتفرد علمياً ودينياً وخلقياً فقط ابحث في نفسك .
أحضر الآن صفحة بيضاء واكتب الصفات التي تراها في نفسك طيبة
وجدت بعض الصفات .. احرص عليها
أضف الصفات التي تود أن تتميز بها .. كتبتها .. اكتب بجانبها تصورك كيف تستطيع أن ترفع نفسك ولو درجة واحدة فيها . البعض يتمنى أن يتكلم لغة معينة إذا استطعت أن تنطق ولو كلمة واحدة من تلك اللغة فأنت قد تميزت ولو بكلمة .. فقط ابدأ

ابتعد عن التقليد وثق أنك متفرد قد منّ الله عليك بأشياء يراها الناس ولا تراها أنت
كنت دائماً وأبداً أتعجب من كلمات الحسد الشديد التي تقال لي وعندما سألت صديقة لي فيم كل هذا الحسد. بمعياري الدنيوي لم أنجح في شئ لم أكون أسرة ولم أنجح مهنيا ولا أظنني من السابقين في الايمان
قالت لي : عقل المرء يحسب من رزقه ودائما تكررها علي حتى رأيت بعينيها أنها تتمنى ما عندي

لا أنكر أن التميز جميل ولكنه بعض من الجمال الرباني الذي أسبغه الله على عباده جميعاً لذا تمتع بتميزك
البعض يتيميز بالعلم والبعض بالايمان والبعض بحب الناس والبعض بموهبة والبعض براحة البال
في رأيي أفضل صفات التميز أن تساعد الآخرين ليروا مناطق تميزهم وتشجعهم ليثبتوا ويتقدموا ويزيدون في الخير والعلم والعطاء
وأسوأ صفات التميز أن تتعالى وتترفع عن الآخرين بأنك متميز عنهم فأنت فقط أعمى عن رؤية ما حبا الله الآخرين
وتذكر أن تميزك الحقيقي باكتمال الآخرين بك وقبله اكتمالك أنت بالآخرين

ولنا في رسول الله أسوة حسنة
وفي أنبياء الله جميعاً
اللهم صلى وسلم وبارك عليك يا حبيبي يا رسول الله
تحياتي