استيقظت فجأة ووجدت أن صلاة الفجر حاضرة .ولكنى عدت لمخدعى لا أريد أن أنشط ..ولكن ضميري البائس ظل يردد بداخلى الصلاة خير من النوم .. الصلاة خير من النوم ..
قومى فاشكرى من أوجد لك مخدعك وأدام عليك عافيتك قومى واسمعى صوت الحق بداخلك
استجمعت قواى واستعذت من الشيطان ...يحزننى انه ينتصر كل مرة عزمت على هزيمته وأسرعت الخطى وتوضأت وصليت
وكرهت صلاة الفجر
كرهت صلاة الفجر
جافانى النوم وأشرقت الشمس الحارقة التى تحرق أيام عمرى يوما بعد يوم . هذا يوم جديد وعلى عملك شهيد .. ولكنه يوم يتكرر منذ أكثر من عشرين عاما كيف يكون جديد وعلى ماذا سيشهد ليس لدى عمل ولا فائدة ترجى من وجودى
تذكرت الحديث : عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه وماله أين اكتسبه وفيما أنفقه وعلمه ماذا عمل فيه ...
الإجابات كانت دامية كجثث ألقيت على الطريق تنهشها الجوارح وتعافها حتى الحيوانات الضالة
عمرى.. أفنيته في الجلوس بلا حراك في مخدعى وشبابى أبليته في السكون والحزن ومالى مجرد صدقة جرت من عمل أبي أنفقته على طعام يفنى أو كتاب أصم اصفرت أوراقه وعلمى .. علمى ..يقودنى للجنون وفساد العقل والدين.
وعدت أفكر لم استيقظت! .. لقد كرهت صلاة الفجر
رأيت الشمس وهى تحرق عمرى أياما وشهور وسنين مضت
سمعت قلبي يحدثنى بحديث حفظه من زمن وصية من وصايا الرسول ككنز حماه بين ضلوعه وأغلق عليه خوفاً أن يتسرب منه :
اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك .. وصحتك قبل سقمك ..وغناك قبل فقرك .. وفراغك قبل شغلك ..وحياتك قبل موتك
فتحت قلبي لأخرج منه الوصية نعم أنا على قيد الوفاة وقرأتها وبدأت دموعى تنحدر كحبوب من الالماس تجرح وجنتي ولا أستطيع أن أوقفها .
شبابي ضاع ولم أغتنمه.. لم أنجب ولم أعمل ولم أسافر بعيدا .
صحتى تنساب من بين أصابعي هاربة مع سنين العمر المحترقة ولا أستطيع أن أتمسك بها اكثر من هذا ...معول الحزن يطاردنى ويدمرها جزءا جزءا
غناي صحة وعلم ودين وجمال كنوز طمستها الايام واهالت عليها التراب وغابت عنى تلك العطايا موجودة في مكان ما ولكنى فقيرة في الحياة لا أستطيع أن أنفق منها
فراغي نعم هذا الشئ ارفل فيه بكثرة ولكنى اكتشفت أنه كمحيط ابتلعنى ويداي مقيدتان لا أسبح فراغى أغرقنى
حياتى ! ليس لدى حياة انا على قيد الوفاة
كرهت صلاة الفجر التى أيقظتنى لم تدع حزنى نائما دموعى لا تتوقف
كرهت صلاة الفجر
ليتني لم أقم للصلاة :(