الجريدة
في زمان سبق ومضى كانت الجريدة الورقية يوميا هي صلتنا بالعالم السياسي والاقتصادي والفني والكروى خاصة جريدة الاهرام وكل صفحاتها المعروفة من اجتماعيات او صفحة الوفيات والاعلانات المبوبة . ثم تغيرت الجريدة التي اصبحت عبارة عن كم هائل من الورق بدون كلمات لها معنى مفيد فتحولنا للأخبار التي تشعر بأنها جريدة شابة خفيفة ولكنها لا تروي الظمأ لمعرفة أحوال البلاد . حتى ظهرت المصري اليوم وعمود – في الممنوع - لمجدي مهنا رحمة الله عليه وغفر له وقوة تحليله وجراءة الموت التي جعلت عموده عماد المصري اليوم وبموته وتوقف كتاباته وافكاره .. أصبحت المصري اليوم مجرد كلمات متقاطعة وعادة أسرية عتيقة لشراء الجريدة اليومية .
الجريدة
عندما تسمع صوت ماجدة الرومي يتهادي إلى مسامعك بأغنية – الجريدة – وتسمع الكلمات : أخرج من معطفه الجريدة وعلبة الثقاب .. ودون أن يلاحظ إضطرابي ودونما إهتمام .. تناول السكر من أمامي ......إلخ
تجد نفسك في حالة شعورية غريبة من الرومانسية وحب القراءة والثقافة .
الجريدة
اليوم ومع ضوء الشمس الشديد في قرية سيدي كرير بالساحل الشمالى وعلى الرغم من جمال المكان لا أجد في نفسي الرغبة في أي شئ .. وأقبع في الشقة وأجدني أقرأ الجريدة التي تناءيت عنها منذ زمن بعيد بعد وفاة مجدي مهنا فلم يعد هناك ما يستحق القراءة .
بدأت بتصفح الجريدة وجاء فيها قصة شيماء الصحفية المعتقلة في السودان وقرأت مقال لأحد زملائها عنها ولم يؤثر في الأمر فهو جرح من ضمن مئات الجراح المصرية المتكررة من سوء السلطة والدبلوماسية الكسيحة مثل قضية المحامي االجيزاوي وكل المعتقلين في الدول العربية قبل الغربية . قلبت الصفحات فوجدت خبر عن مارادونا عاشق كرة القدم وتساءلت هذا النجم العاشق هل عاش حياته سعيداً؟ أم ان بائع الفول على الناصية أسعد حالاً ومآلاً منه ؟.
ثم تنقلت سريعا .. ليبيا تخطو مع الليبراليين للحرية وسوريا تثخنها الجراح ونحن عاكفون على الدعاء وفقط . صفحة أخرى إعلان كبير يا هلا OSN مسلسل حريم السلطان الجزء الثاني J جميل ولكن طويل جداً مثل كل مسلسلات الغزو التركي للعقول المصرية .فقد أصبحنا نحيا في المسلسلات التركية .
نقطة النـور السـاطعة بإستحياء في جريدة المصري اليوم .. عمـود دكتـور أيـمن الجندي (الكثير من الحب ) .. بداية متابعتي الانتقائية له جاءت عندما كتبت له والدتي مسودة خطاب وطالبتني بارساله له عبر البريد الالكتروني منذ شهور . ومازالت المسودة حبيسة درج مكتبي . قرأت العمود اليوم تحت عنوان ( الناس الطيبون) وفيه يظهر الخير الكثير الذي يوجد في النماذج المصرية التي تسطع في الظلام من غير أن يسلط عليها ضوء الإعلام المعتم . عرفت معنى الكلمة التي ينعتني بها البعض بأني أكتب من قلبي . فقد أحسست أنه يكتب من قلبه ومداد كلماته دماء حب تجري في عروقه . لقد غزت الدموع عيني من وفاء كلماته في وصف شخص خاله الطيب وجعلتني أدعو لذلك الرجل بظهر الغيب كثيراً .
إن قلت نقط النور في حياتنا .. فما زال بريق الحق يسطع في مصر وينتشر بين ربوعها .
أنصح بقراءة العمود اليوم وكل يوم
الجريدة
مازالت الجريدة الورقية متمسكة بعرشها في نشر العلم والثقافة والتواصل وهي درة الصحافة العالمية من الجاريدان إلى التايمز إلى واشنطن بوست إلى الأهرام والعربي وغيرهم .. مازال حب الجريدة الورقية متأصل في قلبي ولا أعتقد أنها ستندثر يوماً
فقد خبرني العندليب J
تحياتي .. دمتم بخير وسعادة
من على الكنبة وبنور الشمس كتبت من الحاسوب المحمول لأختي J وعن طريق فودافون برودباند انترنت
من قرية سيدي كرير بالساحل الشمالي بالدور الأول علوي بصحبة شجر النخيل وصوت العصافير . . نسيت للأمانة وصوت وائل جسار . أه ووجود فرس النبي على الشباك J
من هنا J أحييكم
سماح نصر