Tuesday, January 21, 2014

213 ) ذاكــرة شــرقية

ذاكـــرة شــرقـــية

أول كتاب الكتروني للصديقة سارة طوبار .. جاء الكتاب في 75 صفحة مقسم لقسمين .. قصص وقصاقيص ..في محاولات للبحث عنها جاءت بأفكار وأحاسيس فتاة تحكمها التقاليد الشرقية تتمرد عليها تارة وتنصاع لها تارة أخرى .

الغلاف لكريم مجدي قصاقيص كونت شكل امرأة محجبة بحجاب التقاليد وبجانبها صورة لشكل منحوت لإمرأة من إبداع أمجد القهوجي .. الغلاف جاء موفق بشكل كبير فهو صراع بين التمنى والواقع بين القصص التي تنحتها ذاكرة الأيام بداخلنا وبين قصاقيص البهجة التي نتذكر فقط ألوانها ..

التدقيق اللغوي والمراجعة والتشكيل لأمجد القهوجي وقد نجح في ذلك لحد بعيد وهو أمر رفع من قيمة العمل الأدبي وجعله مكتمل الأركان . أميز ما في الكتاب نوع الخط وتشكيل الحروف العربية شعرت وكأن الكلمات مزينة بورود كم افتقدت قراءة نص مشكل لا يلتبس عليك فيه معنى الكلمات .

عندما جاءتني النسخة الأولى للكتاب وبدأت في قراءته لم أستطع إلا أن أنهيه في جلسة واحدة . الإهداء جاء في غاية البراعة وشعرت وكأنها تهديه لكل فتاة بداخلها تمرد على تقاليد وأفكار بالية مازالت قيود لم نعرف لها انكساراً بعد .

للعالقين فى موانئ الإنتظار، الراقصين على سلم الأحلام
لعل الله ذات يوم يرسل سفناً محملة بما نتمنى.

اختيارها للقصص والقصاقيص من مجمل أعمالها جاء في منتهى الدقة وكذلك تسلسل القصص جاء موفق أيضاً لحد بعيد تشعر وكأنك تبحر في سلاسة حتى تصل لميناء آمن .. أسماء القصص معبرة بشكل كبير جداً .. استشعرت صدق ومعاناة فتاة تبحث عن الحكمة في الحياة والحب والدين .. جاءت تعبيراتها اللغوية غاية في عمق المشاعر وكأنها تصهر الذهب وتصبه في بوتقة جميلة ترى جمال الجمل ونظمها ولكنك تستشعر مدى حرارة الانصهار وكيف تعاني الفتاة الشرقية من متناقضات مجتمعية قاسية .

أعجبتني قصة "وأد" وتلخص فيها نظرة المجتمع العجيبة للمرأة وظلمه لها ولأحلامها جاءت قاسية الكلمات حد الوجع الذي لا تدركه الا فتاة شرقية أخرى ..
وقصة "أمان " حتى أني تخيلت أنها حدثت بالفعل ولكن الكاتبة أفادت أنها من وحي صورة .. قصة "غربة في غربة" وكيف تتغير أحوال العشاق .. لها كلمات جاءت مغلفة بحياء تنطق عن قلب امرأة شرقية ومايتبقى في ذاكرتها من قصص الحب مثل 

( لا تعدني فالوعود مواقيت للخذلان )

( إمرأة بحضورها ينطفئ بريق الرجال )

( فكلما صار حبنا أنضج صارت الكلمات أضيق )

لأول مرة اجد صعوبة في كتابة وجهة نظر عن عمل أدبي لأنه كما قالت هي عن الحب أقولها أنا عن الإبداع .. كلما نضج الابداع كلما ضاقت الكلمات بوصفه حقاً هي أبدعت في كلماتها وأفكارها وجدت نفسي أقول لم أكتب أنا وهناك من ينظم أحاسيسي ومعاناتي الشرقية بتلك البراعة استحييت أن أكتب حقاً فهناك من يحس ويدرك معاناتي ويعبر عنها بشكل أفضل ..

في جزئية قصاقيص تجد أنها جمعت أطراف الحكمة قدر استطاعتها فجاءت كلماتها تنبئ عن تجارب خضعت للتحليل والتفكير ..

أميز ما في الكتاب أنه موجز لا يتسرب إليك الملل للحظة .. محكم للغاية البدايات والنهايات في منتهى القوة .. الترتيب بديع وكأنه مقياس زمني لذاكرة امرأة شرقية .. اختصرت أحاسيس ومواقف في عبارات احترت ايها أقتبس .. وجدتني أعيد القراءة مرة تلو الأخرى ولكني وجدت أن العمل مختصر ومفيد للغاية لا تستطيع الاستغناء عن كلمة واحدة منه لو نقلت لكم رأيي لنقلت النص كاملاً لا أترك منه جملة واحدة حقاً .. بدأتْ الكتاب بقوة ولم تقل حتى نهايته التي جاءت قوية أيضاً
النهاية جاءت خاتمة جيدة وتلخص كل شئ

و تنتهِي الحكاياتُ فتمرُّ الأيامُ وتبقَى دائماً في القلبِ ذكرى

صديقتي : إن كانت كلمة في مكالمة هاتفية بيننا أسفرت عن تحقق حلم .. فقد جعلتني أشعر وكأن كلماتي ووجودي وصداقتي لك لها قيمة ومعنى ..
دمتي بكل ود ووفقك الله في محاولاتك للبحث عني J

سماح 
لينك تحميل الكتاب