Saturday, September 15, 2012

198) أهرب منك وإليك

أنـت 

أنت نعم أنت من أتحدث عنها وإليها .. نعم أنت يا نفسي .. لا تضحكي فأنت الوحيدة المتوفرة لدي 
عندما كنت صغيرة وكنت أشعر بالحزن أو الملل كنت أبحث عن شئ يغير من حالتي النفسية الى الافضل وفيما مضى كان ذلك شئ جد يسير كنت ألجأ للكتب .. أذكر أنني كنت بمجرد استلام الكتب الدراسية قبل بدء الدراسة أكون قد انتهيت من قراءة كل المناهج تقريبا من قبل العلم والمعرفة ثم اتركها بقية العام :) ففائدتها عندي انتهت وكنت أمقت الحفظ بدون علم وفائدة لذا مازلت أتذكر كل العلوم التي درستها من أول بخار الماء الذي يخرج من براد الشاي حتى تركيب- الدي ان ايه- في الثانوية العامة

ومرت الاعوام ولم تعد تكفيني الكتب المدرسية فوجدت سلواي في الروايات وقرأت مكتبات كاملة في الاجازات الصيفية وكانت الامتع على الاطلاق الروايات العالمية المترجمة وكتب العقاد ومصطفى محمود رحمة الله عليهما وبالطبع اشعار صلاح جاهين حيث أني كنت أتقن القاء الشعر واحب صوتي فيه

ودخلت الجامعة  واستعضت عن القراءة بالأصدقاء حتى أني اخترت كلية التجارة خصيصا لأجل الرحلات والصحبة المرحة بدلا من المكافحة في احدى الكليات العملية الصعبة .. لا تضحكي فقد كان شعاري في تلك المرحلة ( ليه أدفن زهرة شبابي في التعليم ) صدقيني لم اندم على ذلك فتلك هي سنوات عمري التي كنت فيها على قيد الحياة ... كنت اهرب منك واذهب للجامعة من السابعة صباحا حتى السابعة مساءا واعود فانام بدون ان اراك او اتحدث معك ووجدت تلك الطريقة انفع كثيرا حيث انك كنت احيانا تفاجئيني وتتسربين لحياتي بقوة اذا ابتعد الكتاب عني ولكن مع سنوات الجامعة كان هروبي منك يفشل فقط في الاجازة الصيفية وكنت اتغلب عليك بالرحلات وزيارة الاقارب 

مرت الدراسة ومرت الحياة الجامعية وبدأت الحياة العملية وكنت أرى أن أسوأمافي البشر يظهر في مجال العمل وقابلتني نفوس شريرة وطباع سيئة من الآخرين حتى إني صرت أهرب إليك أنت ..نعم إليك فقد كنت تحملين مبادئ سامية وخصال طيبة لا أجدها فيمن حولي فأصبحت أستأنس بك .. وإذا أسعدني القدر وهربت منك قليلا الى احدى صديقاتي أو أقاربي لم أحن إليك 

ولكن الحياة تغيرت الآن من حولي وهرمت عمرا وعقلا وقلبا.. وهرمت أنت معي وجدتك الوحيدة التي مازالت بجانبي .. كرهت الكتاب ولم أعد أريده لي صديق وانفض الجمع من حولي فكل صديقة ذهبت لتبني بيتا واسرة بعيدة عني واستغنت عني تماما وحتى الاقارب وجدتك الوحيدة التي مازالت تنتظرني كلما تألمت وتنظر لي بعين الشفقة فقد عاصرت معي احلامي وهدمها , وحبي وموته 
وشبابي ورحيله عني,  وطموحي ووأده .. ومازلت بجانبي , 

نعم أصبحت أهرب منك إليك 

كتب لي صديق يوما: أنه على يقين من نجاحي يوما ما .. والنجاح هنا ليس تحقيق مستقبل مهني أو ثروة وانما النجاح هو ميزة أن أنظر بالمرآة وأفتخر بما أراه فالمال والجاه يفني في دقائق ولكن الشخص الذي انا عليه سيظل معي الى الابد . 
كان يتكلم عنك ولكني عندما أنظر لك أرثى لحالك .. أحمد الله نعم لا أتوارى منك وأخجل منك ولكني لا افتخر وانما ارثى لحالك 

اهرب منك اليك 

نعم عندما افتح بريدي الاليكتروني واراه خالي تماما من رسالة تسالني كيف حالك ؟أو عندما ادخل لحسابي على موقع كتاب الاوجه (فيس بوك ) فلا اجد وجه واحد صديق يسال عني عندما احاول أن أتحدث مع أشخاص افتراضيين أجهلهم وأجهل طبائعهم ونفوسهم هل هي طيبة هل هي شريرة .. لا اعرفهم وقطعا لا يهتمون لأمري 
عندما اظل أنظر لهاتفي المحمول فأجده لا ينطق أبدا بينما اجد كل الناس لا تتوقف عن التحدث في هواتفها واجد أنه لا يمثل لي أي أهمية حتى اني ان تركته مغلق اسبوع لا يهم .. عندها اهرب منك اليك 

كنت في سنوات عمري الاولى اسعد بدونك بأكلة جميلة .. بفيلم أجنبي رومانسي أو اجتماعي متقن أو حتى عندما كنت اشتري لنفسي الوان وقصص للتلوين كنت اسعد بأشياء بسيطة 
أجدك تجلسين هناك وكأنك على يقين بأني سأهرب منك اليك .. ساعود لك .. فما عادت تلك الأشياء تقدم لي أي عون وما عدت أنا الا شخص هزيل مهزوم لا يجد غيرك يحتويه .

حتى وأنا أكتب .. أكتب إليك 

لا أود أن يقرأني أحد ولا أريد الهروب منك ثانية ولا اللجوء لك 
ستعلمين متى ألفظك من حياتي عندما ألجأ للروح الأعظم التي أنت مجرد نفحة منها عندما أذهب للملجأ الذي وجد قبلك ويبقى بعدك حتى بعد فناءك 
عندما أجد طريقي إلى الله 


عندها فقط لن أهرب منـــك ولا حتى إليـــــــك 

تحياتي 
سماح نصر 

Tuesday, September 11, 2012

Next Blog


الملل احيانا يقودك لشئ جميل ظللت اضغط كلمة المدونة التالية حتى عثرت على تلك المدونة الجميلة 
بالفعل جميلة 
أردت مشاركتكم بها 
تحياتي 

ـــــــــــــــــــــــ

أنا بس عايزة أعيش 
بس عايزة أعيش 

أعيـــــــــــــــــــــــــــــش