Thursday, November 3, 2011

188) أحاورني



بسم الله الرحمن الرحيم
 صباح الخير   
عن أي خير تتكلمين ؟ عن الخير الذي تتمنين ولا يأتين !!
إجابتك تقتل كلماتي فماذا أقول لك بعد تلك الكلمات ؟ 
لا تقولي شيئاً فكل الكلمات بلا معنى بلا تأثير .
عن ماذا ستكتبين ؟ 
لا شئ يستحق الكتابة عنه .. فكرت البارحة في أن أكتب تحليلاً عن كتابين قرأتهما وأقارن بينهما من حيث نقاط الضعف والقوة .
ولم لم تفعلي ؟
هههههه وفيم تفيد كلماتي .. وهل سيغير رأيي شيئاً الدنيا تسير وفق هواها ليس هناك قانون ولم تعد هناك مبادئ  لا في الأدب ولا في العلم 
إذن اختاري شيئاً آخر تكتبي عنه فالصمت يحيلك رماداً ولو بعد حين 

فكرت أن أكتب عن شخصية أحمد الهوان منذ زمن أحتفظ بصورته لأكتب عنه واليوم وعند متابعتي جنازته في التلفاز ورؤيتي لدموع أمي المنهمرة منها وهي ترفع إصبع الشهادة وتؤمن على الدعاء في صلاة الجنازة له فعلت فعلها وأنا أكتم دموعي... فقد يئست منها . فأنا أبكي كل شئ في حياتي ... سئمت دموعي على من أعرف ومن لا أعرف ... سئمتها فأنا أبكي حزناً على الوطن .. وأبكي على أحزاني ..وأحوال الناس .وقلت لنفسي هذا رجل يبكيه من لا يعرفه ومن لم يلتقيه يوماً .كيف أحب الوطن وهانت عليه نفسه وضحى بها وبأنه كان من الممكن أن يعذب ويهان واحتمل كل هذا من أجل الوطن .. من اجلي .. هذا الرجل لم يمش في جنازته من ساروا وراء نعشه فقط ولكن كل من دعا له .. وجدتني أدعو له كثيراً وأقول في نفسي كما قال الامام ابن حنبل " بيننا الجنازات " فكيف ستكون جنازة المخلوع ؟ وهل سيترحم عليه الناس ؟ وحتي وإن لم يعلم الناس فضل الهوان وما بذله فيكفيه .. نعم يكفيه .. أن الله يعلمه 

ها أنت تكتبين فماذا يحزنك ؟
أتدرين أنا لا أجد حتى عنوان لحوارنا 
فافعلي كما تعودت دائماً .. ابحثي عن الكلمة المفتاح .. المفتاح الذي فتح باب الحوار بيننا  
ليس بيدي إلا مفتاح الأحزان هو لكل الأبواب عندي 
أشعر بالحزن مضاعف عند اقتراب الأعياد 
ولم ذلك ؟
عندما أرى من يألمون من الحياة ووطأتها يستطيعون رسم الابتسام على وجوهم برغم ما يعانونه ولا أستطيع أنا 
ولم لا تسعدين مثلهم ؟ 
هم لا يسعدون هم يحاولون اقناع أنفسهم بسعادة مزيفة والحزن يرتحل معهم يسبق خطاهم 
أفضل المواجهة فقد أقتل أحزاني إن واجهتها 
ولكنها قد تقتلك إن كانت أقوى منك 
أتعلمين غداً ينقضي من عمري عام يئن بأحزانه وأحمد الله أنه استسلم للموت ولكنه خلف ورائه طفل ولد في نفس الأحوال
قلبي كسير .. عيني دامعة .. ثغري حزين .. سئمت كل ذلك 

ألا من خلاص .؟؟؟؟؟؟؟؟
سأدعو لك فلا تتخلين عني سأظل أحاول أن أحميك قدر استطاعتي عل الله يحدث بعد ذلك أمرا

Sunday, October 9, 2011

186) ألا من رحيـــــــــــــل



جلست والخوف بعينيها ... تتأمل فنجاني المقلوب  
قالت ياولدي لا تحزن .........

نعم قارئة الفنجان 
هل من عرافة تقرأ لي الفنجان علّى أعرف ماذا تخبئ ليا الأيام ؟

    فكرت ودبرت كثيراً لكني لم أقرأ أبداً ...فنجاناً يشبه فنجانك 
           فكرت ودبرت كثيراً لكني لم أعرف أبداً... أحزاناً تشبه أحزانك
                 مقدورك أن تبقى أبداً في بحر الحزن بغير رجوع
               وتكون حياتك طول العمر.. طول العمر كتاب دموع
                  مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار 

هل قدري مثل قدر صاحب الفنجان ؟ 
ألا من رحيل للأحزان ؟!!! 
كنت أحب معرفة الناس فيما مضى ولكني لم أجد إلا الحزن في الاختلاط وأصبحت أبتعد عنهم وأكتفي بوحدتي ولكن محفظتي كانت تقول لي دوماً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " خير لك أن تخالط الناس وتصبر على أذاهم من ألا تخالط الناس ولا تصبر على أذاهم " 
ولكني لم أعد أحتمل فالناس تؤذيني ببرود غريب وبلا داع لا أسعى لمعرفتهم ولا أقترب منهم ولكن أجدهم على تصميم بإيذائي 
الى متى سأتحمل وهل قدر لي أن أعيش في الأحزان ؟ ألا ترحل عني يوماً ألا أستحق أن أبتسم أن أسعد ولو لأيام لأستطيع مواصلة حياتي . 
لا يهمني من المخطأ ومن المصيب .. ما تهمني إلا النتائج أني الوحيدة التي تتأذى والناس ببرود يكملون طريقهم بلا ندم بلا أحزان 
لم تكوني رفيقة دربي ؟ ارحلي عني ؟ سئمت وجودك في حياتي .. ارحلي عني 
غيوم الأحزان تتراكم ولا تنقطع أبداً أين صيف حياتي ربيعها ؟ هل أغضبتك ياربي لهذه الدرجة أم أنك تحبني لهذه الدرجة ؟ 
لا أجد بجانبي بشر لا أجد إلاك يا كلماتي .. أكتب وأكتب ولكنك لا تمحين الأحزان .. بل الأحزان تمحيك .. تلغيك .. تفقدك معانيك . 
سأبتعد عنكم وأدخل صومعتي .. لا تحاولون هتك ستر صمتي فقط ابتعدوا عني ....لا أريد أن أسمع أصواتكم .....كفاني ما لقيت أريد أن أرتاح قليلا عّلى أغفو وترحل عني أحزاني .. أتساءل هل هي ملعونة أيامي أهناك من يتربص بي ليؤذيني ؟ العجيب أني ألتمس الأعذار للناس وأرى فينا جميعاً النقص الذي يجعلنا ليس لنا روح الملائكة ... ولكني وهن عمري مني .. دعوني ألملم بقاياه وأحتضن أيامي الباقية أحاول أن أجنبها الحزن .

تلك التدوينة إهداء لجالب الحزن 
تحياتي 

Friday, September 9, 2011

185) أوراق النتيجة


كنت وأنا صغيرة أحب أوراق النتيجة وقد أفتعل مشاجرة مع إخوتي إن نزع أي منهما ورقة منها حتى أننا اتفقنا على جدول لنزع أوراق النتيجة .
 وكبرنا وتغير شكل النتائج السنوية لأشكال فنية مثل أوراق البردي ( شكل الحصير ) وتعددت أشكال النتائج مثل النتائج المكتبية ولكني كنت دائماً وأبدا أفضل نتائج الشمرلي التي تحتوي على مواقيت الصلاة والتقويم الهجري والقبطي والميلادي معاً والأفضل إذا كانت تحتوي على حكمة يومية كنت أستبشر بها .
سألتني اليوم أمي عن ميقات صلاة الفجر حيث أن المؤذنين عندنا لهم مواعيد تقل أو تزيد عن مواعيد الصلاة وأحيانا ينامون عن آذان الفجر . قلت لها الموعد الرابعة وخمسة دقائق فتشككت مم قلت وقامت للتأكد من الصحيفة اليومية وبالفعل وجدت الميعاد مختلف ... تنبهت أن أوراق النتيجة لم تنزع منذ سافر أولاد أختي الصغار وكنت أتركها لهم وأحياناً محبة مني أحمل كل منهم مرة لينتزع ورقة منها . فنزعت حوالي عشرة أيام وقرأت ما كتب عليها جميعاً ثم مزقتها ورميتها بالسلة المجاورة لفراشي .
نظرت للأيام التي انقضت وتلك الأوراق الدالة عليها وطافت بعقلي الأفكار تمرح كعادتها ماذا تعني لي أوراق النتيجة ؟؟
عجباً كنت في صغري أتلهف لأقطف ورقة بعد الأخري كنت آمل أن تنتهي كل أوراق السنة كنت أستشعر أن الغد قد يأتي بجديد مادام اليوم لم يحدث شئ وأقول لنفسي الغد أكثر اشراقاً . وعند نهاية العام أقول لا تحزني ففي النهايات إخباراً ببدايات جديدة فلم أكن أخاف من انقضاء الأعوام عام بعد عام .
اليوم وجدتني أريد أن أبقى الأوراق مكانها فلا أنزعها .. ها هو عمري وشبابي يمضي وتلقى أوراقه في سلة المهملات بدون ذكري أو أي حدث هام ... لم أعد أرقب الغد بل أرثي الأيام الماضية .. أصبحت أخاف أن أنظر للنتيجة وأري أوراقها تقل يوما بعد يوم فهو إنذار بانقضاء عمري ....

Wednesday, June 29, 2011

184) طبيب العــائـــــلة

بسم الله الرحمن الرحيم 
قال تعالى في سورة الإنسان 
" إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً " 

 أنعي إلى نفسي وإلى كل من عرفه أو طيبته يده بإذن الله دكتور شريف قطري ..طبيب العائلة منذ سنين عمري الأولى . أول ما عرفته كان جراحا بمستشفى المواساة وكان  يواسي كل الناس ومع أنه ينحدر من عائلة كبيرة كان يحب الفقراء ويعطف على المرضى جميعهم من يعرف ومن لا يعرف 
تلك الآية الكريمة كانت شعاره في الحياة وكان يحتفظ بها في مكتبه الكائن بمحطة الرمل بالأسكندرية . كلما ذهبت إليه مع أحد أقاربي للعلاج كنت أستزيد منه علماً بالحياة وبكيفية معالجة أيامها الصعبة . كم كان باسماً دائماً في وجه المرضى كم كان عطوفاً وخيراً 
كان يتقاضى حتى وفاته ثلاثون جنيهاً للكشف .. طبيب زميل كلية الجراحين الملكية ومدير قسم الجراحة بمستشفى المواساة سابقاً ..  كان يتقاضى ثلاثون جنيهاً مبرراً ذلك بأن هناك من لا يستطيع دفع حتى ذلك المبلغ ولم يوافق على رفع المبلغ حتى توفى 
كان يقول لي : على المرء في بداية حياته أن يعرف شئ عن كل شئ ثم يعرف كل شئ عن شئ واحد 
كان يقول لي اذا أعطاني الله القدرة على جراحة التجميل فلم لا افعل سواء كان المريض رجل أو إمرأة وسواء كان الجرح في مكان ظاهر أو مخفى أجمله قدر استطاعتي 
كان يقول لي لا تخافوا من المرض ما دمت حياً أرزق بعدها من الممكن أن تقلقوا 
عندما مررت بفترات احباط شديدة وكنت ألجأ له بحكم الصداقة بيننا مع الفارق في السن ثبتني قائلاً مررت بفترات شك في الدين ولكني كنت أجد سعادتي وراحتي في الصلاة كنت أجد النور في وجهي ووجه كل من يرجع من العمرة فعرفت أنه الله وقلت لنفسي لن يفهم الفخار أبدا صانعه كذلك الانسان فلا تجهدي عقلك فقط سيري في طريق الله .
كنت أسأله عن سر نجاحه فيما يخفق فيه أطباء آخرون قال لي كل مريض على طاولة العمليات أعتبره جزء من عائلتي وأتعامل معه على هذا الأساس فأبذل أقصى  
استطاعتي . 
أهداني كتاب الأحاديث القدسية وعندما كان مدير للمواساة خصص مكاناً كمسجد فيها وجعل جزءاً بالمجان وكان يرى أن الجزء الاستثماري ينفق على الجزء المجاني وهذا سر البركة في المستشفى وأقيل منها لأن بعد يوم عمل مرهق لم يقف عندما دخل عليه شخص لم يعرفه .. اتضح أنه وزير 
كان يقول لي لابد أن يعين في أي مكان من هو أكبر من الكرسي لكي لا يستعبده الكرسي 
عندما ذهبت إليه يوماً وجدته يقول لي :" حتوحشيني يا سماح " تساءلت وقلت له  ما بك فأجابني أن الطبيب الماهر مصاب بالسرطان وفي مرحلة متأخرة وأنه يقدر لنفسه ستة أشهر . فرددت عليه قائلة أو آتاك الله علمه بالأقدار لا تتألى على الله وما تعلم نفسي ماذا تكسب غداً وقد أمضي قبلك . 
ورزقه الله من العمر بعدها ستة سنوات قام خلالها بعمليات منهم اثنين من أصدقائي وأحمد الله أنه توكل على الله ولم يخضع لعلاج كيماوي وكان يشرب الليمون للعلاج 

يوم علمي بمرضه ذهبت للنوم بجانب والدتي وكنت أبكي كما لم أبك من قبل وكان خالي في المراحل الأخيرة من نفس المرض ولم أبكيه بنفس القدر وخافت على والدتي وقالت لي ستمضين قبله من شدة بكائي كنت لا أستطيع التنفس 
لأني سأفتقد رجل من أنبل ما يكون الرجال وطبيب من أمهر الأطباء كانوا أفراد عائلتي يحضرون من القاهرة ليعالجهم وحتى من لجأ لطبيب كان وزير صحة ولم يفده لجأ له وقام بعمل عملية جراحية باخراج ورم 8 كيلو من جسد شاب في الثانوية العامة وهو الآن في الثلاثينات وأب لأسرة 
كان يقول لي أنا أدعو له كل يوم في صلاة الفجر !!! الطبيب هو الذي يدعو للمريض وأتعجب هل ابن خالتي يدعو للطبيب الذي عالجه  مثلما يدعو هو له ؟؟
 كان رجل أنعم الله علينا بمعرفته وابتسامته في وجوهنا 
كان دائماً يقول لي أني أستحق في حياتي شخص مميز للغاية بقدر تميزي كان يواسيني عندما أشكو له 
مات صديقي .. رحل عني .. مات طبيبي 
كان في آخر أيامه في العناية المركزة وكنت أخجل من التطفل على عائلته وزيارته ودعوت الله كثيراً أن أودعه 
كم كان الله رحيماً بي حيث تلطفت علىّ ابنته وسمحت لي بزيارته مرتين في الأولى لم يشعر بي نهائياً وفي الثانية نظر لي وسألته ابنته : هل تعرف من هذه يا والدي وأومأ برأسه علامة الايجاب ولم أتمالك نفسي وقبلت يده تلك اليد التي سخرها الله لخدمة آلاف من الناس كان يقول لي أنه قام بحوالي مائة ألف عملية جراحية أو يزيد  كانت رائحة يده لا تفارقني لعدة أيام 
توفي عني صديقي الحبيب دكتور شريف قطري 
أرجو منكم قراءة الفاتحة والدعاء لرجل لطالما أدخل السرور على قلوب عباد الله 
في ذلك اليوم السابع والعشرون من رجب لنتذكر اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا بلطفك وعنايتك رمضان .
أستودعك الله يا صديقي
سماح

تذكروا مدونة لم أعرفها الا بعد رحيلها وكانت أيضا في شهر رجب وسبحان من يذكرني بها فقط لأدعوا لها كل عام في موعد وفاتها شيكو أونلاين
تلك ثلاث تدوينات كانت لقاءات لي معه في وقت فراغه

اللهم أسألك أن تغفر لعبدك شريف وترحمه وتغسله بالماء والثلج والبرد وتوسع مدخله وتنور له قبر وتجعله له روضة من رياض الجنة اللهم أدخل السرور على روحه كما أدخل السرور علينا حال حياته اللهم فك عنه الكرب كما فك عن بعض عبادك كرب الدنيا اللهم برحمتك الواسعة ولطفك العظيم تقبله في دار الخلد واجعله من أهل الجنة وارزقه وايانا رؤية الحبيب المصطفى 
آمين يارب العالمين 

Saturday, April 23, 2011

183 ) موقعة العيش


طابور العيش

لماذا طابور العيش ؟ أحببت أن أتكلم عن طابور العيش لأنه يمثل حياة الشعب المصري وهمومه وآماله وترى فيه كل أحوال البلاد .
في البداية كان عندنا حارس للعقار كما يسمى بالفصحى ولكنه لم يكن له أي صلة بالحراسة كان يجلب الخبز للعمارة والطلبات لسيدات المنازل القابعين في بيوتهن وصباحاً يمسح السيارات للرجال . حتى أن شقة بالعمارة سرقت ولم يتم الإبلاغ خوفاً على الحارس من الشرطة وحتى أنه تعرض للسرقة أثناء وجود أسرته بالغرفة الخاصة بهم. إذن هو ليس بحارس للعقار ولكنه بواب كما هو متعارف عليه في التسمية العامية .
بعد رحيل البواب جاءت مشكلة الخبز الأسمر " أبو ردة " وحيث أنه صحى ورخيص الثمن فلا تستغنى عنه الأسر المتوسطة . فقالت والدتي بدفع أجرة لأي شخص يحضر لنا الخبز ولكني أحببت أن أنزل بنفسي لشرائه مما ساء أمي كثيراً فكيف أختلط بعالم البوابين وأمثالهم ممن لا يحسنون الحديث وقالت أني سأتعرض لمضايقات وبالعربي " مش حسلك وسطهم " ولكني صممت على احضاري الخبز وذلك لأسباب .
أولا : لمعرفة مشاكل الناس ومعاناتهم لابد لك من معرفة أحوالهم وتجربتها
ثانيا: لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " قد يتساءل البعض وما علاقة ذاك بتلك
وأنت واقف لساعات أو نصف ساعة في أفضل الأحوال في الطابور تختلط بأناس نالوا قدر بسيط من التعليم وقدر معدوم عند البعض من التربية الأخلاقية أو الاسلامية قوم لا يعرفون واجباتهم نحو غيرهم ولا يعرفون حقوقهم قوم أضلهم الحاكم وجهلهم
فالمتعلم العارف بقدر طيب عن الاسلام والأخلاق والحقوق والواجبات عليه أن ينشر ذلك العلم والمعرفة بين هؤلاء وليس بين المثقفين والصفوة .
هنا مجال الدعوة .. هنا حق هؤلاء علينا نحن من قدر الله لنا أن تفتح أمامنا أبواب المعرفة أن نرد الحق لأصحابه أن نزكي عن تلك المعرفة والعلم هنا مجال ذلك .. في طابور العيش.
ثالثا : لأني أحب الإعتماد على نفسي حتى في أبسط الأشياء ولا أكل شئ من أمرى لغير الله .
رابعاً : لأني أمي تحب ذلك النوع من الخبز ولا ترضى بالخبز الأبيض بديلا مع حمد الله أننا نستطيع شراء أي نوع آخر من الخبز .
للوقوفي في طابور العيش مساؤي ومحاسن .. سأسوق لكم المحاسن لقلتها أولا.
وجدت أن البوابين حتى في تعاملهم مع العيش أنشأوا استراجيات مثل أنك يجب أن تحضر شبكة وذلك لأن الحقائب البلاستيكية مع سخونة الخبز تؤدي لتعجنه
البعض يحضر قفص أو كرتونة وهناك ما يسمى الشراعة وهي طاولة مستطيلة لحمل الخبز وهي الأفضل ولكني .. لا استطيع التعامل معها وأكتفي بالشبكة :)
ثانيا بعد خروج الخبز لابد من تهويته قليلا ووضعه بالمقلوب لكي لا يتجمد
بعد ذلك تجميع الخبز المحمص قليلا قبل الطري
وجدت أن البوابين اكتسبوا خبرة ينظرون للخبز فيعرفون الطيب من الغير ناضج كفاية ويعبرون عنه بكلمة " المسكع "

أما عن مساؤي طابور العيش :
فحدث ولا حرج عن ضياع الوقت ووجع القدم من طول الوقوف وتلاحم الناس لا أعرف لماذا والشمس الحارقة ولو أن الفرن الذي أذهب له يضع مظلة كبيرة ( لكن ليس الحال كذلك في بعض المخابز الأخرى ) وطنطة الكلمات والصوت العالى الذي يوجد مع تواجد النساء والاشتباكات بين النساء من تلي من ومن كانت هنا وذهبت لقضاء حاجات ورجعت ..
من الملاحظ في طابور العيش أن الرجال فيه صامتون للغاية وترى طابورهم يمشي في ثبات وبمعدل منتظم وبدون خلافات وعلى مدار سنين لم أر الا اشتباك واحد بين الرجال استل على أثره أحدهما منجل من بائع الموز المار في الطريق .
صاحب الفرن ::: ده حكاية لوحده :::
المخبز به أكثر من رجل على ما أعتقد أنهم أقارب جميعاً
الأول : شخص كبير السن يدعى فاروق يكره النساء ويكره مشاكلهم ويقال أنه يبغضهم جميعاً
ولو أني أراه الأفضل حيث يتمسك بالنظام ودفع الحقوق لأصحابها.
من المفارقات الطريفة أنه يبتسم لي وهو يعطيني الخبز حتى أن إحدى السيدات قالت لي فلان يبتسم في وجهك .. فتعجبت وقلت لها وماذا في ذلك قالت لي هو لا يبتسم لأي امرأة فينا أبداً
هههه عجباً لأول مرة أنتبه لأنه اسم على مسمى ..فهو فاروق يفرق بين الحق والباطل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال أن لكل منا نصيب من اسمه .
الرجل الثاني : سعيد .. هذا اسمه وهو سعيد دائماً مهما حدث فلا تفارقه الابتسامة ويميع المواضيع كلما اشتكى له شخص جار عليه آخر في الطابور ويحب الأطفال ويحنو عليهم دائماً وأعتقد أنه يعرف الناس جيداً ويعرف معادنهم كذلك .

كنت أشعر أن الله ساقني لطابور العيش لأخدم أهل منطقتي بنشر ما أعرفه ولو أني لم أسلم من الناس وأذاهم .
أذكر أني يوماً اعترضت على أن البعض يجور على حقوق الواقفين ويأخذ دورهم فتطاولت على إحدى السيدات بأني مرفهة وليس ورائي أولاد أو غسيل .. ساءني رد فعل رجل محترم قال لي معلش ولا تنزلى لمستواها .. قلت له إما أن تقول كلمة حق يا سيدي أو لا تتدخل البعض يعتقد أن من الدين كلمة معلش وسامح وما إلى ذلك حتى استمرأ البعض الظلم والجور على غيرهم ولا أرى ذلك من الدين بل نقول كلمة حق ونرد الحق للضعيف .
مرة أخرى احتدم النقاش على طفلة صغيرة كانت النساء البدينات يجنبنها ووقفت طويلا مزوية لا تعرف كيف تأخذ حقها فتناقشت مع السيدة محذرة اياها أنها تأخذ مكان الطفلة فاعتذرت لأن الطفلة " تبعي " ونبهتها أنها ليست معي ولكن عليها ألا تأخذ حق أحد وخاصة الضعيف فليس منا من لم يرحم صغيرنا .
كم تناقشت مع السيدات فيما يخص الدين والسياسة في طابور العيش فإن بعض النسوة يفتين في الدين بغير علم على الاطلاق وفي أمور عادية ومعلومة لمن نال قسط طيب من العلم الشرعي وكنت أغار على الدين وأنبه السيدات ألا يفتين من غير علم .
الباب الخلفي :
الرشوة
في طابور العيش ... نعم بالطبع حتى في طابور العيش
عندما يحضر رجل بسيارته ويدخل من الباب الخلفي ويأخذ ما يريد من الخبز بدون طابور فهي رشوة سواء مادية أو معنوية فقد أخذ حق غيره
عندما يحضر مخبر ويأخذ الخبز بالطبع من غير طابور فهي رشوة أو اتاوة
تجد نفسك تقف بالطابور ولا يتحرك لأن هناك من يأخذ الخبز بكميات اكثر من المحددة للفرد من الباب الخلفي .
لو أنهم يتدبرون أن الراشي والمرتشي في النار لو أنهم يتدبرون أن مجرد ربع جنيه زيادة حرام سيآخذ به العبد يوم القيامة أفلا يتدبرون !!!
فلا تنظر لصغر المعصية ولكن انظر لكبر من تعصى
بعد الثورة جاء مخبر لأخذ بعض الأرغفة وعندما قال له رجل المخبز أين الحساب قال له الحساب يوم الحساب .. أحسست أن الثورة آتت أكلها على الأقل اعترض على الإتاوة ولو أنه كان عليه أن يتمسك بأن يجعل المخبر يدفع النقود أو لا يعطيه الخبز . المسألة ليست في ربع الجنيه المسألة كانت مسألة مبدأ ومن يتهاون في حق صغير قد يتهاون في حقوق كبيرة لذا وجب على رجل المخبز أن يتمسك باحقاق الحق ليستقيم الأمر بعد ذلك ولا نعود للعهد السابق من الاتاوات والرشاوى من أول طابور العيش وحتى رئاسة الجمهورية .
عندما تخرج من طابور العيش تشعر أنك انتصرت وأنجزت في حياتك شئ مهم لقد حصلت على الخبز الساخن لا أنكر أن رؤية رغيف العيش الناضج تسر العين .
معلومة ساقها الله لي يقال إذا خفت أن الطعام لن يكفي في وليمة أو في حضور عدد من الناس لم تكن مستعد فعليك بقراءة : بسم الله الرحمن الرحيم
لإيلاف قريش . إيلافهم . رحلة الشتاء والصيف . فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .
صدق الله العظيم
والدتي طالبت بانسحابي العاجل من موقعة العيش ولا أعرف هل سيكون انسحاب أم انهاك من الحرب :))

Thursday, March 24, 2011

182 ) كـــوني إمــــــــرأة



كوني إمراة

قال لي شخص أنه في العالم الغربي أغلب النساء يتمننون أن يبعثوا رجال في الحياة الأخرى . كنت اجد ذلك بعيدًا عني فلطالما ...أحببت كوني إمرأة . أول ذكرى لي وأنا في الثالثة من عمري أو الرابعة على الأكثر ضحكات جارنا العزيز رحمة الله عليه عندما كلمني مرحبا بي عند انتقالنا لمسكننا الجديد في الإسكندرية على أنني ولد صغير حيث كنت أرتدي البنطال القصير ويصفف شعري ( الاجرسون) بالطبع لم أكن أعلم أنها تعني فتي وغضبت منه بشدة موضحة أني فتاة ولست فتي .. مازالت ضحكاته وصورة إبتسامته الجميلة والتي مات عليها رحمة الله عليه حيث لم يكن قد رزق بأطفال ماثلة أمامي حتى يومنا هذا .
في الطفولة كانت والدتي تتفنن في ملابسنا وعندما كنا نذهب للمصيف بالمعمورة كانت تحكي لي أن الأجانب كانوا يرون في فتاة متميزة وجذابة بشكل كبير . كنت أدرك اني مختلفة كطفلة أنثي حيث أتمتع بالجرأة والحياء معًا والقوة والنعومة في نفس اللحظة .... وأحببت كوني إمراة .
مرت الطفولة وبعدها الصبا وفي المرحلة الإعدادية بدأت تتضح ملامح شخصيتي كنت أدرك أن كل المديح يأتي لذكائي الدراسي قبل كوني فتاة او لإختلافي عن زميلاتي من الفتيات وكنت ألمح مستقبلي واعدًا فلم ألتفت ... لكوني إمراة .
ومرت المرحلة الثانوية هادئة لا تخلو من إعجاب مدرسيني الرجال في إستحياء لرقى أخلاقهم ولبعد الوقت الزمني بيننا حتى أن شخص من معارفنا قال لي يومًا قبل زواجه من سيدة أقل ما يقال عنها أنها نموذج طيب للمرأة " لقد جئت للعالم متأخرة خمسة عشرة سنة " حيث أن عمره وقتها كان حوالي الثالثة والثلاثون وكنت أنا في الخامسة عشرة من عمري وأحببت تقديره لي كأنثى صغيرة وقتها شعرت ... أني إمراة .
دلفت إلى الجامعة في هدوء وبدون صخب كما توقع مني البعض وغلفني الحياء لأني لأول مرة ألتقي بهذا الجمع من البشر – كنت بكلية الشعب التجارة – لم يهمني كوني إمرأة وتعاملت مع الجميع على أني زميلة وفقط ولذا حظيت بصداقات الجميع من الشباب والشابات على حد سواء . وقتها .... نسيت اني إمرأة.
وفي السنة الثالثة من الجامعة دق الحب بابي الذي ظل موصدًا أمام أية هجمات من الرجال وتذكرت أني إمرأة. لم أكن أهتم بمساحيق التجميل ولا الأزياء كنت أعلم أن جمال المرأة يكمن في عقلها وقلبها فقط وكنت أثق بنعمة الله علىّ عقلًا وقلبا.
ومرت السنون وأصبحت إمرأة جميلة في بعض العيون وعادية للبعض ولم يؤثر في ذلك حيث أني عشقت ....  كوني إمراة أحببت صوتي وصورتي أحببت بشرتي الناعمة أحببت كل ما في المرأة وتختلف فيه عن الرجل أحببت ذاك التباين بين الرجال والنساء مما يظهر جمال المرأة وقوة الرجل .
ومرت السنين وبدأت تتوارى المرأة في وتختفي تدريجيا كلما خط الزمان على جبيني خطًا  وأصبحت تنزوي بعيدًا عني .
وجاء اليوم وكرهت فيه .... كوني إمرأة يوم الثورة عندما أردت أن أخرج للتظاهر ورفضت والدتي وعللت ذلك بأنه عمل الرجال .. لم يكن ذاك هو السبب لعدم خروجي في البداية لأني أرى كلمة الحق حق على من يقدر عليها ولكن لأنه ليس من الحكمة أن أخرج وحدي للتظاهرات وخاصة لأني إمرأة قد يلحق بي ضرر بالغ يمتد أثره لعائلتي في تلك اللحظة ولأول مرة تمنيت أن أكون رجل لأخرج وحدي للتظاهر . لا تقلقوا أنعم الله علىّ بصديقة ساندتني وخرجنا سوياً للتظاهر بعدها .
كرهت في المراة أنها تحتاج للحب فالحب يحييها والحب يفنيها . كرهت أني لست كأي إمرأة تستطيع أن تتفاوض على الحب وتقبل بمساومات الحياة . قرأت لصديقة كلمات أن المرأة المميزة جحيم لأنها تضع مواصفات عالية لرفيقها فلا تجده وفي النهاية تقبل من لا يرقى لتطلعاتها فتجعل حياته جحيم .. لم أرتض لنفسي أن أحزن أو أجلب الحزن لغيري ... دائمًا تمنيت أن أكون مصدر سعادة للرجل ... كرهت كوني إمرأة عندما لم أستطع أن أعتمر لأني بلا محرم .. كرهت كوني إمرأة عندما لا أستطيع أن أصلي الفجر في المسجد . كرهت كوني إمرأة  تتنفس حباً أحس أن الله لا يرضيه أني أبحث عن الحب في قلب الرجل بينما يجب علىّ أن أبحث عن حب الله أولاً .. لم يرزقني الله حب الأب حيث توفى مبكرًا وليس لي إخوة من الذكور ولا إبن ... كرهت كوني إمرأة مازالت تتمسك بالحلم أن تحظى بحب رجل يجمع في قلبه لها كل أنواع الحب المفقود يكون أبًا وأخًا وإبنًا وزوج وصديق ... رجل يعلم معني أني إمرأة .
الآن تسألني نفسي هل مازلت إمرأة ؟