في مدونة حوليات زمردية
إنقاذ الكراسي
في الصباح الباكر ذهبت بصحبة والدتي
واختي للتمشية على شاطئ البحر باحدى قري الساحل الشمالي . وآثرت أن اجلس لأقرأ على
الرمال وذهبوا هم للمشي .. لاحظت وجود كراسي الشاطئ والشماسي مرصوصة بطريقة غير
سليمة وقريبة من المياه وكان البحر في ذاك اليوم غاضباً هادراً يمد ماءه ليصل لكل
شئ .. شعرت أن الكراسي قد تسقط في المياة ولكني راجعت نفسي أنها ليست مهمتى .. واستمريت
في القراءة . بعد وقت ومع قوة المد لموج البحر جاءت موجة عاتية وسحبت الكراسي
الاربعة المرصوصة فوق بعضها ودخلت الى البحر .. جريت لإنقاذ الكراسي نادمة على
سلبيتي أني لم أستبق اللحظة وأنقذهم من قبل أن يستولى عليهم البحر .. رأتني أمي
وأختي في عودتهم أجري في اتجاه البحر ونادتني امي خوفاً على فقلت لها الكراسي
تحتاج من ينقذها .. فقالت لي ارجعي هي ليست مسؤليتك وهل تموتين من أجل بعض الكراسي
؟
تابعت الكراسي قليلا وكلما رجع احدها
مع موجة عاتية قريبة من الشط جريت لأنقذه حتى وان بعد كثيرا جهة اليسار لم ابال
بملابسي .. حتى أنقذت ثلاثة كراسي من الأربعة الغرقى ووجدت والدتي تشارك وأنقذت
مظلة وقالت لي أن البحر ابتلع مظلة أخرى لم تستطع انقاذها لأنها لم تستطع أن تخوض
البحر من اجلها... ذهبت أختي للبحث عن احد المسئولين عن الشاطئ لتخبره أن بقية
الكراسي والشماسي تتعرض لخطر أن يبتلعها البحر الهادر .. ومر وقت حتى جاء أحد أفراد
الأمن الذي لم يحاول التدخل في عملية الانقاذ وكل ما فعله الاتصال بشخص آخر حتى
جاء الشاب المسئول عن الشاطئ وكنا جميعا نلاحظ الكرسي الأخير الذي يصارع الأمواج
بلونه البرتقالي ... وقالت لي أمي كفى لن تموتي من أجل كرسي لم تكن مسئوليتك
حمايته والحفاظ عليه من البداية .. ظهر الكرسي مرة اخرى في اقصى الشاطئ ذهب الشاب
المسئول وكل همه ألا يبتل بنطاله ؟؟ تعجبت خضت أنا البحر لإنقاذ كرسي ليس لي ولا
مسئوليتي وهو يخاف من أن يبتل طرفه ...
فكرت قليلا في أحداث إنقاذ الكراسي
والشماسي ووجدت فيها عبرة واسقاطاً قوياً على الواقع المصري .. رأيت البحر المشاكل
والتحديات القوية التي تهدد مصر وتهدد بزوالها وسقوطها من مشاكل اقتصادية
لإجتماعية لتهديدات غربية .. وانه يحاول أن يسحب كرسي الحكم وتبتلعه تلك المشاكل
وكذلك المظلات التي تحمي كراسي الحكم من مظلة دينية لمظلة حقوقية لمظلة سياسية
وحتى المظلة الشعبية ..
قارنت بين تصرف أسرة من الشعب ومسئول
عن الأمن والموظف المنوط به الحفاظ على الكرسي J .. وجدت الشعب المتمثل في انا
واسرتي في البداية كان صابر ومتخاذل ثم خاف على بلده فتحرك وغامر بنفسه ثم تبعه
بقية الشعب حتى تحرك الكل لإنقاذ الحكم وكرسيه من البحر الغادر J وطالب الأمن وحثه على التحرك الذي جاء بطيئا ومعاوناً بشكل بسيط وحاول
حث المنوط به الأمر للتحرك وكان يحجم خوفاً على نفسه غير عابئ بحال البلاد .
ظللت متابعة للكرسي الذي يصارع بعد أن
ابتعد كثيراً بداخل البحر ويئسنا من عودته وظننت أن حال مصر سيكون كذلك حتى صاحت
أمي الكرسي يخرج ونظرنا بعيدا قرب نهاية شط القرية ووجدنا الموظف استطاع في
النهاية إنقاذ الكرسي الغريق بمساعدة من العلى اللطيف حيث اقترب من الشاطئ ثانية
وتمكنوا من إنقاذه .
الشئ الوحيد الذي ابتلعه البحر المظلة J التي يعمل تحتها فصيل ما ... سبحان الله .. حقاً سبحان الله ..
أنقذ الله لنا الكراسي عندما سعينا جاهدين لذلك ولم نيأس ولم نستكن وتكاتفنا شعبا
وامنا وحكومة .. يعلم الله أنني عندما رأيت البحر يبتلع الكراسي الأربع لم أصدق
أني سأستطيع انقاذ أي شئ لأني أخاف من بحر الساحل جداً والعبرة أني لم أكن لأجازف
بحياتي أو حياة غيري من اجل كرسي ولكني حاولت قدر طاقتي انقاذه .
كيف يعرضون أنفسهم وبلدهم للموت
والدمار من أجل كرسي ؟؟
دفع الضرر اولى من جلب المنفعة ليس من
المنطقي أن أسيل دماء من يتبعوني ويصدقون كلامي من أجل كرسي ليس من المنطقي أن
أغامر بأرواح البشر من أجل الكرسي .. أي اسلام هذا ؟ ولماذا لم يكونوا يعتصمون
أيام المخلوع ولماذا لا يحاربون في فلسطين لماذا جهاد المصري هو الحلال ؟ لماذا
سفك الدماء دماء التابعين سهل ؟
بغض النظر عن فساد الشرطة والجيش من
عدمه ألم يكن حقن دماء المسلمين من الجانبين أهم .
توبوا إلى الله واستغفروه يغفر لكم .
كانت معكم مراسلتكم من الساحل الشمالي
سماح نصر