كنت وأنا صغيرة أحب أوراق النتيجة وقد أفتعل مشاجرة مع إخوتي إن نزع أي منهما ورقة منها حتى أننا اتفقنا على جدول لنزع أوراق النتيجة .
وكبرنا وتغير شكل النتائج السنوية لأشكال فنية مثل أوراق البردي ( شكل الحصير ) وتعددت أشكال النتائج مثل النتائج المكتبية ولكني كنت دائماً وأبدا أفضل نتائج الشمرلي التي تحتوي على مواقيت الصلاة والتقويم الهجري والقبطي والميلادي معاً والأفضل إذا كانت تحتوي على حكمة يومية كنت أستبشر بها .
سألتني اليوم أمي عن ميقات صلاة الفجر حيث أن المؤذنين عندنا لهم مواعيد تقل أو تزيد عن مواعيد الصلاة وأحيانا ينامون عن آذان الفجر . قلت لها الموعد الرابعة وخمسة دقائق فتشككت مم قلت وقامت للتأكد من الصحيفة اليومية وبالفعل وجدت الميعاد مختلف ... تنبهت أن أوراق النتيجة لم تنزع منذ سافر أولاد أختي الصغار وكنت أتركها لهم وأحياناً محبة مني أحمل كل منهم مرة لينتزع ورقة منها . فنزعت حوالي عشرة أيام وقرأت ما كتب عليها جميعاً ثم مزقتها ورميتها بالسلة المجاورة لفراشي .
نظرت للأيام التي انقضت وتلك الأوراق الدالة عليها وطافت بعقلي الأفكار تمرح كعادتها ماذا تعني لي أوراق النتيجة ؟؟
عجباً كنت في صغري أتلهف لأقطف ورقة بعد الأخري كنت آمل أن تنتهي كل أوراق السنة كنت أستشعر أن الغد قد يأتي بجديد مادام اليوم لم يحدث شئ وأقول لنفسي الغد أكثر اشراقاً . وعند نهاية العام أقول لا تحزني ففي النهايات إخباراً ببدايات جديدة فلم أكن أخاف من انقضاء الأعوام عام بعد عام .
اليوم وجدتني أريد أن أبقى الأوراق مكانها فلا أنزعها .. ها هو عمري وشبابي يمضي وتلقى أوراقه في سلة المهملات بدون ذكري أو أي حدث هام ... لم أعد أرقب الغد بل أرثي الأيام الماضية .. أصبحت أخاف أن أنظر للنتيجة وأري أوراقها تقل يوما بعد يوم فهو إنذار بانقضاء عمري ....