السكون يخيم على الغرفة الكل صامت ينظر بأسى لهذا الشيخ الجميل الممدد على فراشه .. وهو الوحيد المبتسم بالغرفة حزيناً من أجلهم ومر الليل بثقله وجاء النهار ليعلن رحيل الشيخ الجميل عنهم ..
في خطى متثاقلة تضع رفيقته المفتاح فيدخل الجميع الى المنزل بعد أن ودعوا أباهم الحبيب وتركوه في مثواه الأخير .. لا ينبس أحدهم بكلمة وكأنهم هم الأموات وهو الحي في قلوبهم ..
لحظات تمر ودقات الساعة يسمع صوتها في ذلك السكون الذي يفرضه الحزن وأفراد الأسرة متفرقون في أنحاء المنزل والكل عينيه مصوبة تجاه غرفة والدهم وكأنه سيرجع لهم ويخرج عليهم من بابها ليلقي تحية الصباح مبتسماً كعادته .
ظلوا كذلك مدة حتى انتبهوا على صوت نقرات على زجاج نافذة .. اصغوا السمع جميعاً ليتبينوا من أين يأتي الصوت .. إنه من غرفة والدي صاحت إحداهن .. تجمعوا في لحظة على باب الغرفة ليجدوا طائراً صغيراً أبيض اللون ينقر على زجاج نافذة الغرفة ...وكأنه يستأذن للدخول ..
أخذهم الإندهاش للحظات والطائر مستمر في طرقاته الضعيفة بمنقاره الصغير .. حتى أخذ المبادرة الأخ الأكبر وفتح له النافذة فدلف منها الطائر بسرعة ليطير داخل المنزل الكبير المتسع ويبدأ بوسط المنزل ثم أخذ يحلق فارداً جناحيه ودخل كل الغرف حتى غرفة اعداد الطعام لم يترك ركناً في المنزل لم يطوّف به ..
ثم عاد بهدوء لغرفة الوالد والكل يقف مشدوها لا يتكلمون ودموعهم تنحدر ببطء على وجوهم واستقر الطائر قليلا فوق خزانة الملابس والكل لا يحيد ببصره عنه ونظر لهم بحنو وكأنه يستأذنهم في الرحيل كما استأذنهم في الدخول .. فنظروا لبعضهم البعض ولم يحاول أحدهم أن يغلق النافذة وابتسموا رغم الحزن ..ففرد الطائر جناحيه وحلق صوب السماء .. جاء ليودعهم للمرة الأخيرة ويودع بيته وسكنه ورفيقته وأولاده .. ودع كل ركن من أركان بيته الفسيح .. ورحل ... بعد أن فتح لهم النافذة ليتنسموا عبير الحياة .. وليطمئنوا أنه سيظل دائماً
طيراً في السماء .
13 comments:
جميلة فكرة البوست
وملائكية أووي
وتبعث على الطمأنينية
بالرغم من آلام الفراق
تحياتي
تدوينة أكثر من رائعة
موجعة جدا ، تذكرت جدي رحمه الله
و لكن اتفق مع وليد في انها
تبعث على الطمأنينة
سلم قلمك
تقديري
السلام عليكم
الله عليك
احسنتى اختيارالفكرة والعرض
وليد الزهيري .. القادم أجمل ... رحلة حياة
أتمنى دائماً أن تلقى كلماتي اعجابكم
جميلة جدا ...و بها من ادب الرمز
و يمكن لمن يشاء ان يأخذ منها ما يشاء.
تحياتي و تقديري
ربان السفينة
عاش من شافك :))) أشكر مرورك
فى مرور اول
واكتشاف - اعغتبرة - متأخر لمدونتك الجميلة ... اسعدنى التجول فى مساحتك
عزيزتي : عالمي أزرق
تجولي كما تحبين فأنت في ساحة خضراء تزدهر بمرور الكرام
أن تأتي أخيرا خير من ألا تأتي
اتأخرت ليه بأه :)))
أنا مش بكتب كتير ابقى تعالى
تحياتي
أسعدتي يومي
سماح
هذا بالفعل ما توقعتة .
فبعد ان انتهيت امس من قراءة قصة ابتسام بهذا الاسلوب الرائع وقد قررت ان ابدأ في متابعة المزيد مما تكتبينة .
واذا بي ابدا بتلك القصة البسيطة
قصة الحمامة البيضاء التي اتت من مكان غير معلوم في وقت معلوم لتطير في ارجاء البيت وكل انحاء المكان لسبب غير معلوم وترجع الى سماها مرة اخرى لسبب معلوم .
المميز اني بين الكمات اجد نفسي اتخيل المشهد وكأني من بينهم جالسا اشاهد ما يحدث .
اضافة الى ان كلماتك اخذتني الى عالم من الخيال اشاهد فيه الماضي والمستقبل . واتذكر بعضا من قصص الحاضر التي عايشتها واحسستها .
اشكرك لقراءتي لتلك الكلمات الاكثر من رائعة
تحياتي وتقبلي مروري
شرقاوي
اذا استطاع الآخرون تخيل ما تتحدث عنه بدون عناء فهذا يعني انك نجحت لدرجة ما في تصوير ما تريد كتابته
أشكر مرورك
تحياتي
لازال الانسان يحمل بداخله ايمان ان من الصعب تصديق الفراق و القصة رائعة و جميلة و اتذكر وانا طفل بعد وفاة جدتى التى كنت احبهاحبا جما و رافض للحياة بعدها رغم انى وقتها لم اتجاوز عامى السادس اتخذت قطة صديقة لى ابثها شكواى و احشت فى اوقات كثيرة انها جدتى تشاركنى افراحى و اتراحى
قد يكون لا تعلم فالأرواح قد تحل في اشكال امامنا للتواصل بشكل او آخر أو هكذا اعتقد والله اعلى واعلم
انا كان نفسي اشوفلي جد او جدة او اب حتى مشفتش حد خالص
محمود اشكر لك المساندة الطيبة والتشجيع :))
دمت والاسرة بكل خير يارب
Post a Comment