Saturday, June 2, 2012

195) قلب معلق بالمساجد


أحلامي كانت ومازالت بسيطة جداً .. كنت دائماً أتمنى أن أصعد لمئذنة جامع أي جامع وكل الجوامع وكلما دخلت مسجداً كنت أسأل العامل فيه هل من الممكن أن أصعد للمئذنة ودائما تكون الاجابة بكل حزم .. ممنوع يا سيدتي . فأتراجع كسيرة الخاطر ولا أخاطر 

 احب في القاهرة مساجدها وآثارها الاسلامية وأتعجب أشد العجب من قاطنيها وبخاصة متوسطي الحال وفقرائها .. لم لا يزورون أماكنها السياحية من باب التسلية والترويح عن النفس ومن باب العلم  والثقافة والأكثر من ذلك .. من باب الشوق للقرب من الله بزيارة بيت من بيوته 

أذكر في الصف الخامس الابتدائي أستاذ رضوان .. رضوان الله عليه أينما يكون ..وهو يكلمنا في حصة التاريخ عن الدولة الطولونية وعاصمة مصر وقتها مدينة القطائع ومسجده المميز بالمئذنة المدرجة وكان يتكلم بشغف . رسخت في ذهني تلك المئذنة وتمنيت أن أراها يوماً ما .. ومرت السنون ومازال قلبي معلق بمسجد أحمد بن طولون 
وذهبت للقاهرة وزرت بعض المساجد وأضناني البحث وضللت الطريق في حي السيدة زينب ومشيت كثيرا مع ابنة خالتي حتى وصلنا لباب المسجد فإذا به يغلق لأنه مكان سياحي ورجعت كسيرة النفس بدون أن أدخله 
مرت حوالي ثلاث سنوات أو يزيد وسافرت للقاهرة ووجدت مكالمة هاتفية من صديقة جميلة الملامح القلبية تشجعني لزيارة المسجد معي وبالفعل ذهبنا وسرقنا الوقت بزيارة اماكن اخرى وعند وصولنا لباب المسجد قيل أنه موعد الاغلاق... للمرة الثانية 
سبحان الله أطرق باب بيت الله ولكنه يغلق أمامي ولكني لم أمل من الطرق على باب الله فما لي رب سواه ولجئت ببابه وقبلني .. نعم ذهبنا في اليوم التالي لزيارة مسجد ابن طولون :) 
ونحن نخطو للمسجد وجدنا باب آخر فتح أمامنا فسألـنا عنه فقيل لنا هذا مسجد آخر ملاصق لإبن طولون فقلت لمن معي لندلف اليه ونصلي فيه ركعتين ونخرج فهو مسجد صغير نسبيا .. ودخلنا لنصلي فيه لحظات من أمتع ما يكون كانت هناك مجموعة من النسوة يتدبرن القرآن وأعطونا شئ من الحلوى وشربنا من الماء هناك وعند خروجنا ألتقطت بعض الصور للمسجد فوجدته يناديني 
:يا بنيتي 
نعم يا سيدي 
من أنت ؟ هل أنت دارسة للآثار الاسلامية 
لا 
هل أنت صحفية أو تدرسين بكلية السياحة؟
لا يا سيدي لماذا ؟ أنا أحب أن أكون  ممن قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم " سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله .. رجل قلبه معلق بالمساجد  .. يعلم ربي أن قلبي دائماً وأبداً معلق بالمساجد وبخاصة القديمة منها فكم عاصرت من شخصيات أحبت الله وكم كانوا أقرب لله منا وأتمنى أن ألتقيهم يوماً ما . وكم من علم درس هنا . وكم من جميل الصوت قرأ القرآن هنا .. أشعر أن الملائكة تستأنس بهذه الأماكن وأستأنس أنا بها 
هذا مسجد صرغتمش يا ابنتي ثم دعى لي كثيراً 

كم أحببت هذا الشيخ ونظرة الرضا في عينيه لأنه يرى من يزور مساجد الله قرباً لله 
إذا قرأ أحدكم كلماتي وذهب يوما لهذا المسجد ووجد هذا الشيخ لن تخطئوه هو بنظارته ولحيته البيضاء أقرءوه مني السلام 

ودعت الشيخ الجميل وفي طريقي للخارج وبدون مقدمات وجدت سيدة تقول لي : إذا أردت صعود المئذنة اطلبي من خادم المسجد ولا تخبريه عني 
تعجبت من أين عرفت حلمي واشتياقي لذلك !! عجبا 
بحثنا عن خادم المسجد فلم نجده فرءانا شخص وسأل عن حيرتنا فسألته ألنا أن نصعد المئذنة ؟
نعم سانادي عليه ؟
ربي سأصعد لمئذنة وليست أي مئذنة إنها شاهقة الطول وجميلة :) 
وصعدنا انا وصديقتّي كات كل سلمة على الاقل ٢٠ سم أو يزيد ووجدنا انفسنا نصعد ثلاثة طوابق كل طابق مكون من عدة حجرات كأنه منزل كبير .. حتى وصلنا لسطح كبير وبدأنا الصعود للمئذنة 
صعدت مكبرة الله أكبر وقمت بعد كل الدرجات كانت حوالي ٧٤ درجة وهناك شرفتين في المنتصف حتى وصلنا للأعمدة الرخامية ونظرنا للقاهرة 
الله أكبر 
هي فعلا قاهرة لا تشعر الا بعظمة هذا الدين وعظمة أهله ومن بنى ذاك المسجد وتلك المنارة التي تقف عليها وانت ترى جامع أحمد بن طولون وترى القلعة أمامك شامخة ومنطقة خضراء أفادت صديقاتي أنها حديقة الأزهر 
أعتقد أني دعوت لمصر في تلك القمة وساءني أني نسيت أن أدعو لنفسي هناك .. 
الله أكبر .. وددت أن أرفع صوتي بالأذان هناك لولا أنه قد يستغرب من البعض ولولا أني أمرأة لكنت فعلتها ولم أبال 
أتمنى أن يرفع الأذان من فوقها عوضاً عن مكبر الصوت أو يوضع فوقها أعتقد سيشعر المؤذن بشعور مختلف تماما إن أذن وهو على هذا الارتفاع 

نزلنا مسبحين فرحين بتلك التجربة 
في طريقنا لمسجد أحمد بن طولون وجهتنا الأصلية 

اذهب وكبر وزر بيوت الله ستجد راحة شديدة تسكن قلبك ستشعر أن الدنيا بما فيها لا تساوي لذة القرب من الله وكيف تكون أقرب الى الله 
الا إذا دخلت بيته

"إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "
 سورة التوبة آية ١٨
حتى نلتقي مع مسجد آخر .. رزقكم الله حب بيوته وشملكم في رحابه 
تحياتي 

22 comments:

مدونة رحلة حياه said...

السلام عليكم
اسمحلى ان انقل اليك تحياتى على موضوعك المميز وكلماتك الصادقة وقلبك المخلص (أحسبك ذلك ولا ازكى على الله أحدا )
فعلا صدقتى فكلنا مقصرين فى ذلك وايضا دولتنا مقصرة بما لها من سلطان فى ذلك
اما عن البسطاء والفقراء فكل ما يشغلهم هو كيف يحصلون قوت يومهم وهذا ما يمنعهم وان وجدوا وقتا دون عمل لفضلوا الاستراحة فيه حتى يتمكنوا من استكمال العمل
شكر الله لك جهدك وقلمك ودعوتك

L.G. said...

تصدق مش عارفة ااقول ايه بعد خروج الاوباش شكلهم ممكن يهدموا حتى الجوامع ديه مش يهتموا بيها
حسبنا الله ونعم الوكيل مالناش غير ربنا

بس حتى الناس اللي ساكنة جنب الجامع مبتصليش فيه والجوامع ديه فاضية
ربنا يستر علينا

Anonymous said...

الله يا سماح :)
جه على بالي مقولة ان الله يؤحل امانينا ولا ينساها
المهم الصدق فعلا فى النية
شوقتيني انى ازور المسجد ده فعلا
رحيل

L.G. said...

فعلا ممكن تكون بتتاجل بس
بجد اذا رحت القاهرة زوريه هو وابن طولون وعمر بن العاص كمان اجمل من بعض وحتحسي براحة كبيرة قوي
المدونة نورت بأصحابها ابقي تعالى :)))

يا مراكبي said...

بسم الله ما شاء الله

أذكر أن والدي أطال الله في عُمره كان يصحبني في كل يوم جُمعة إلى أحد تلك المساجد حتى اخالني قد زرتها جميعاً

كانت مُتعة لا تُضاهيها أي مُتعة بالفعل

L.G. said...

يا مراكبي
اطال الله في عمره وبارك في صحته عليك أن تأخذه مع أولادك لتلك الأماكن ليعلم أن الخير الذي فعله فيك سيمتد لأحفاده وأحفاد أحفاده بإذن الله
نعم هي متعة روحانية جميلة واحساس غريب اعتقد أن طاقة المكان ايجابية بشكل ما
تحياتي لوالدك العزيز وياليت كل آباءنا مثله يقدرون قيمة زيارة تلك الأماكن
تحياتي

Jana said...

واحدة من أحلى ما كتبتى
حماسك والبهجة اللى حسيتى بيها بتتنطط بين سطورك
شوقتينى أزور القاهرة ومساجدها

L.G. said...

بجد يا نسرين فكري مرة تتفسحي جوة بلدك وخدي العيال ولو مالكيش قرايب هناك متهيالي ممكن في بيوت الشباب بيبقى فيه جزء فندقة واسعارها بسيطة جدا بجد حينبسطوا قوي
رايك دايما له ثقل في قلبي وعقلي
انا فعلا كنت مبسوطة جدا وكانت معايا بسمة عبود والمفروض كانت تيجي اسماء بس راحت عليها نومة واستبدلناها بياسمين صديقتنا جميعا :)))
نفسي اعمل مرشد واتوبيس واعمل رحلات ههههههه
ربنا ييسر

SHARKawi said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

نعم يبدو بأن ردي أخذ الكثير من الوقت . حيث اني بمجرد قراءتي للموضوع وكلماتك ورحلتك . اخذ عقلي يأخذني بعيدا كعادتي إلى ماضي كان . الى حاضر ملموس . الى رحلة يومية تحدث معي . اثرتي نقاط انعشت ذاكرتي . ووصفتي مشاعر هيجت احساسي . فذهبت
افتش فيما كان قد يبدو انه نائم
وايقظتية . في كلمات كانت دائما دراوني . شخابيط اردت ان اكتبها ، ان اذكرها . ولكن كثرة الاسباب وكثرتها جعلتها تبقى هي كما هي .

ولكن بعد ان قرأت كلماتك تلك . اضفت بعضا منها .مستعينا بذاكرتك لانعاش ذاكرتي .
ويبدو اني اعطيت الحق لنفسي ان اضيف تعليقي الكبير الشبية بالموضوع الى مدونتي وها هو الرابط ادناه

http://sha5abit-shr2wi.blogspot.com/2012/06/blog-post.html

تحياتي لكي . تقبلي مروري .

Mahmoud Bahgat said...

موضوع شيق فعلا و أخاذ كلنا يحلم بزيارة عدة لأماكن عدة و لكن يظل لكثيرين مجرد حلم و أسعد الناس من يحقق حلمه
شوقتينا جميعا لزيارة تلك المساجد و لعمل زيارة لأماكن اخرى كنت اتمنى زيارتها و احلم بها و لكن تمر الايام و ننشغل عنها
دائما تأخذينا بكلماتك لأبعد بكثير من موضوعك وفقك الله و تقبل منك صلواتك

L.G. said...

شرقاوي
أسعدتني تدوينتك ووجدتها أفضل مما كتبت خاصة قصة الرجل صاحب المذياع شعرت معها أني في ليلة من ليالي رمضان .. اللهم بلغنا رمضان
أشكر كلماتك وأحيي تدوينتك أكرمك الله بزيارة أفضل بيوته على الاطلاق المسجد الحرام والنبوى والقصى يارب
تحياتي

L.G. said...

محمود
ربنا يخليك يارب ويحققلك كل أحلامك خد ولادك وروح خليهم مسلمين بجد وعرب بجد ومصريين بجد وريهم روعة أجدادهم بدل الحضارة الغربية ما ترسخ في اذهانهم من التليفزيون خليهم يتمتعوا بحضورك معاهم صدقني الموضوع مش صعب بجد انت بس كل جمعة روح مسجد شكل والله حتنبسط جدا ايام في حياتك لا تنسى وابقى احكيلنا :))
دايما يارب عقبال ما اجيب اتوبيس سياحي واخدكم الغردقة والواحات :))
أشكر مرورك وتشجيعك الدائم

سلوى said...

الله الله
من اجمل ما كتبتى
حسستينى انى ماشيه معاكى وطالعه معاكى المئذنه

جميل البوست بجد

L.G. said...

وحشتيني يا سلوى بجد ووحشتني ايام التدوين الأولى وصحوبيتنا قبل ما تعجز احنا حتى بقينا عاجزين عن الحكي والكلام
ما علينا
شكرا على الزيارة

L.G. said...

:) بشجع نفسي :) كده من نفسي

ظلالي البيضاء said...

سبحان من قادني إلى هنا رغم أنني كنت قد عزمت على عدم زيارة أي تدوينة نظراً لحالتنا في بلدنا الحبيبة سوريا ..
لكن القدر ساقني إلى هنا ..
أدمعت عيني هذه التدوينة ..
بالأمس فقط كنت في مسجد بني أمة بدمشق .. وشاركت مع المؤذنين في الأذان الجماعي لصلاة المغرب ..
وحقيقةً لي في هذا المسجد الكثير من الذكريات الطيبة .. فقد لازمته خمسأ من السنين بخدمة الشيخ عبد الرزاق الحلبي ..

وقد صادف يوماً أن صعدت وإياه إلى أعلى المئذنة الشرقية التي تسمى مئذنة عيسى عليه السلام .. حيث وردت الأحاديث أن عيسى عندما ينزل في آخر الزمان ليحكم بدين محمد صلى الله عليه وسلم ينزل في شرقي دمشق .. فقال شراح الحديث إنه ينزل في المئذنة الشرقية للمسجد الأموي .. والله أعلم ..

ولكن بالفعل للنسيم من أعلى المئذنة رائحةً مختلفة .. أذكر تماماً عندما وصلت لأعلى المئذنة بكيت ونابتني نفحةٌ من الرقة لم أعهدها سابقاً ..

تمنيت لو كانت لدي كميرا لألتقط صوراً كانت حتماً ستكون الأروع ..

سررت كثيراً هنا بهذه التدوينة الطيبة ..
بارك الرحمن بكم ..
وسجلت في المتابعين لجديدكم ..

L.G. said...

نحن العرب كالجسد الواحد اذااشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن وفلسطين الحبيبة قلوبنا تحمل أوجاعهم جميعا
مسجد بني أمية الذي صور فيه الحبيب الجفري برنامج ايها المريد أم هو مسجد آخر ؟
يوما ما اتمناه ازور مسجدك ويما ما تزور مسجدي شوقتني لزيارة مساجد دمشق :)
التصوير فعلا يجعلك وكانك أمسكت بالحالة الشعورية واحتفظت بها
أسعد كثيرا كثيرا كلما دخل في واحتي الزمردية قارئ عربي جديد من خارج مصر وكأن جذوري العربية تمتد أكثر وأكثر
دمت بخير وحفظ الله سوريا وأهلها وحقن الدماء فيها وسلم ونصر الله فيها كلمة الحق يارب
متابعتكم لمدونتي شرف لي
تحياتي

ظلالي البيضاء said...

أختي سماح ..
أما برنامج أيها المريد فلم أتابعه ولا أعلم فيما إذا صور في مسجد بني أمية أو غيره ..
لكن مسجد بني أميه مشهور باسم "المسجد الأموي وله قبة تدعلا قبة النسر وثلاثة مآذن .
بناه الوليد بن عبد الملك واستمر في بنائه 10 سنوات ..
وهو مرصع من الداخل بالفسيفساء الرائعة ..
وهو أكبر مسجد في سوريا .. ويقع في قلب العاصمة دمشق القديمة ..
تاريخ المسجد طويل ولو حدثتك عنه لطال بنا الكلام ..
إن قمت بزيارة لسوريا يوماً فأنا بكالمل السعادة أن آخذك إلى المسجد وأتلو عليك تاريخه ..
يمكنك أن تطلعي على صور المسجد الأموي بدمشق من النت ..
دمت بألف خير ..

L.G. said...

ظلالي البيضاء ( أبو أسامة )و
ما رايك أن نكون سلسلة تدوينية بمعنى
عندمااقرا تدوينة لشخص تجعلني افكر في تدوينة اكتبها مثل شخابيط شرقاوي عندما قرا تدوينتي كتب تدوينة خاصة به ومن يقرا له يكتب وكان كل تدوينة هي وحي من تدوينة اخرى
لذا اطلب منك ان تكتب لنا تدوينة يا حبذا بالصور عن مكان تحبه في سوريا ما رايك ؟
تحياتي

ظلالي البيضاء said...

بالفعل كتبت بعض التدوينات بعنوان "إكراماً لـ
ولكن هذه التدوينات مخفية في الوقت الراهن ..
الفكرة طيبة لكن الأوضاع الراهنة في بلدنا تشغلنا عن التدوين هذه الأيام ..
أسأل الله تعالى الفرج العاجل ..
مع رجاء الدعاء لأهل سوريا الأحرار ..

محمد فاروق الشاذلى said...

بسم الله ما شاء الله
التدوينة رائعة
الاحساس جميل

رزقك الله زيارة بيته الحرام

L.G. said...

محمد فاروق :) قلب مصري
اشكرك لقبول الدعوة بزيارة التدوينة وأشكر الدعوة قد يكون اشتياقي لزيارة البيت المعمور جزء من تعلقي بزيارة بيوت الله هنا في مصر وكأنها فروع للأصل هناك في موطن الحبيب المصطفى
رزقنا الله واياكم وكل من تمنى زيارة البيت المعمور قريبا بإذن الله
وايه رايك في الصورة :) أعتبرها من أجمل ما صورت يداي واعتز بها جدا :)

شكرا مرة اخري لزيارتك
تحياتي