أنت نعم أنت من أتحدث عنها وإليها .. نعم أنت يا نفسي .. لا تضحكي فأنت الوحيدة المتوفرة لدي
عندما كنت صغيرة وكنت أشعر بالحزن أو الملل كنت أبحث عن شئ يغير من حالتي النفسية الى الافضل وفيما مضى كان ذلك شئ جد يسير كنت ألجأ للكتب .. أذكر أنني كنت بمجرد استلام الكتب الدراسية قبل بدء الدراسة أكون قد انتهيت من قراءة كل المناهج تقريبا من قبل العلم والمعرفة ثم اتركها بقية العام :) ففائدتها عندي انتهت وكنت أمقت الحفظ بدون علم وفائدة لذا مازلت أتذكر كل العلوم التي درستها من أول بخار الماء الذي يخرج من براد الشاي حتى تركيب- الدي ان ايه- في الثانوية العامة
ومرت الاعوام ولم تعد تكفيني الكتب المدرسية فوجدت سلواي في الروايات وقرأت مكتبات كاملة في الاجازات الصيفية وكانت الامتع على الاطلاق الروايات العالمية المترجمة وكتب العقاد ومصطفى محمود رحمة الله عليهما وبالطبع اشعار صلاح جاهين حيث أني كنت أتقن القاء الشعر واحب صوتي فيه
ودخلت الجامعة واستعضت عن القراءة بالأصدقاء حتى أني اخترت كلية التجارة خصيصا لأجل الرحلات والصحبة المرحة بدلا من المكافحة في احدى الكليات العملية الصعبة .. لا تضحكي فقد كان شعاري في تلك المرحلة ( ليه أدفن زهرة شبابي في التعليم ) صدقيني لم اندم على ذلك فتلك هي سنوات عمري التي كنت فيها على قيد الحياة ... كنت اهرب منك واذهب للجامعة من السابعة صباحا حتى السابعة مساءا واعود فانام بدون ان اراك او اتحدث معك ووجدت تلك الطريقة انفع كثيرا حيث انك كنت احيانا تفاجئيني وتتسربين لحياتي بقوة اذا ابتعد الكتاب عني ولكن مع سنوات الجامعة كان هروبي منك يفشل فقط في الاجازة الصيفية وكنت اتغلب عليك بالرحلات وزيارة الاقارب
مرت الدراسة ومرت الحياة الجامعية وبدأت الحياة العملية وكنت أرى أن أسوأمافي البشر يظهر في مجال العمل وقابلتني نفوس شريرة وطباع سيئة من الآخرين حتى إني صرت أهرب إليك أنت ..نعم إليك فقد كنت تحملين مبادئ سامية وخصال طيبة لا أجدها فيمن حولي فأصبحت أستأنس بك .. وإذا أسعدني القدر وهربت منك قليلا الى احدى صديقاتي أو أقاربي لم أحن إليك
ولكن الحياة تغيرت الآن من حولي وهرمت عمرا وعقلا وقلبا.. وهرمت أنت معي وجدتك الوحيدة التي مازالت بجانبي .. كرهت الكتاب ولم أعد أريده لي صديق وانفض الجمع من حولي فكل صديقة ذهبت لتبني بيتا واسرة بعيدة عني واستغنت عني تماما وحتى الاقارب وجدتك الوحيدة التي مازالت تنتظرني كلما تألمت وتنظر لي بعين الشفقة فقد عاصرت معي احلامي وهدمها , وحبي وموته
وشبابي ورحيله عني, وطموحي ووأده .. ومازلت بجانبي ,
نعم أصبحت أهرب منك إليك
كتب لي صديق يوما: أنه على يقين من نجاحي يوما ما .. والنجاح هنا ليس تحقيق مستقبل مهني أو ثروة وانما النجاح هو ميزة أن أنظر بالمرآة وأفتخر بما أراه فالمال والجاه يفني في دقائق ولكن الشخص الذي انا عليه سيظل معي الى الابد .
كان يتكلم عنك ولكني عندما أنظر لك أرثى لحالك .. أحمد الله نعم لا أتوارى منك وأخجل منك ولكني لا افتخر وانما ارثى لحالك
اهرب منك اليك
نعم عندما افتح بريدي الاليكتروني واراه خالي تماما من رسالة تسالني كيف حالك ؟أو عندما ادخل لحسابي على موقع كتاب الاوجه (فيس بوك ) فلا اجد وجه واحد صديق يسال عني عندما احاول أن أتحدث مع أشخاص افتراضيين أجهلهم وأجهل طبائعهم ونفوسهم هل هي طيبة هل هي شريرة .. لا اعرفهم وقطعا لا يهتمون لأمري
عندما اظل أنظر لهاتفي المحمول فأجده لا ينطق أبدا بينما اجد كل الناس لا تتوقف عن التحدث في هواتفها واجد أنه لا يمثل لي أي أهمية حتى اني ان تركته مغلق اسبوع لا يهم .. عندها اهرب منك اليك
كنت في سنوات عمري الاولى اسعد بدونك بأكلة جميلة .. بفيلم أجنبي رومانسي أو اجتماعي متقن أو حتى عندما كنت اشتري لنفسي الوان وقصص للتلوين كنت اسعد بأشياء بسيطة
أجدك تجلسين هناك وكأنك على يقين بأني سأهرب منك اليك .. ساعود لك .. فما عادت تلك الأشياء تقدم لي أي عون وما عدت أنا الا شخص هزيل مهزوم لا يجد غيرك يحتويه .
حتى وأنا أكتب .. أكتب إليك
لا أود أن يقرأني أحد ولا أريد الهروب منك ثانية ولا اللجوء لك
ستعلمين متى ألفظك من حياتي عندما ألجأ للروح الأعظم التي أنت مجرد نفحة منها عندما أذهب للملجأ الذي وجد قبلك ويبقى بعدك حتى بعد فناءك
عندما أجد طريقي إلى الله
عندها فقط لن أهرب منـــك ولا حتى إليـــــــك
تحياتي
سماح نصر
11 comments:
لا اعلم كيف تهربين من نفسك
هذا شيئ لا يحدث فالنفس هى الدافع و هى الملاذ هى المحرك لكل حياتنا حتى مع أكبر الصدمات و اقسى المواقف لا محيص من لجؤنا لذاتنا بعد الله و التحدث للنفس يخرج الشخص من كبته و يجعله يأنس و خاصة بعد تبتعاد الصديق و القريب
و لكن فى كثير من الاوقات نحتاج إلى من لا يوافقنا الراى حتى يدفعنا إلى طريق مختلف عن طريق النفس
يزداد اعجابى بكتابتك كلما ازدادت عمقأ حتى انى احس انك تكتبى ما يجرى بينى و بين نفسى و لكن لا تيئسى و لاتقنتى و من الان إلجى إلى الله و هو خير معين
كتب لي صديق يوما: أنه على يقين من نجاحي يوما ما .. والنجاح هنا ليس تحقيق مستقبل مهني أو ثروة وانما النجاح هو ميزة أن أنظر بالمرآة وأفتخر بما أراه فالمال والجاه يفني في دقائق ولكن الشخص الذي انا عليه سيظل معي الى الابد .
النجاح هو أن تتقدم على طريق
أن يكون لك كيان يؤثر
أن تكون أنت
وليس غيرك
لمسات بالريشة لخبايا بالأعماق
لمستنى بداخلى
تحياتى للقلم المبدع
نحتاج ان ندرك حقيقتين انت ذكرت احدهما جزما والاخر بقليل من عدم القوة
الاول هو حقيقة انت وحدك مهما كان حولك من بشر والثاني الرضى بهذه الوحدة والتمتع بها تحياتي واعتذاراتي عن التقصير في حقك
محمود
أشكر مرورك ولكن تهرب منها عندما لا تتوائم معها
===============
ازهري
:) قلمي بيشكرك على مدحه
تحياتي
==============
عصفور المدينة
اشعر بحرج وكأني شحت التعليق ده :))
فعلا كل انسان يمشي وحده مهما تجمع حوله بشر
تحياتي
عوداً حميداً .. لنفسك
مهما عشتِ فلن تجد خيراً مِنها رفيقاً فلا تهربي مِنها ثانيةَ
وفقك الله للخير والنجاح
كيف الهروب منها وانتى جزء منها فقط استعيدى ذاكراتك وستجدىمن هو جميل فيها ليس نملك فى حياتنا الا ان نهرب ونلجا الى الله فى وقت العسره ولكن يبقى الامل نابع
فينا ان نجد الصديق والحبيب الذى نتمناه
فقد يكون قريب منا ويتمنى ان يكون هو رفيق الطريق دائما
يامراكبي
انت نسيت كلمات الاغنية
شد القلوع يا مراكبي مفيش رجوع يا مراكبي
من قال اني عدت لها او اريد انا اريد ان الفظها واتركها تماما وارحل
مرورك يشرفني
===================
رومانسي
اهي أمل ديه مدوخاني مش عارفة اقابلها خالص
اتمنى يكون عندي امل عمر أي حد من كتاب القراءة
اشكر كلماتك
=============
(حتى أني اخترت كلية التجارة)
تصدقي اني برضة خريج كلية تجارة. سيبك انت من دا . بس دي معلومة جديدة بالنسبالي
المهم ان كلماتك بالفعل جميلة . مع علمي تماما بأنها فضفضة منك واليكي .
حتى وأنا أكتب .. أكتب إليك )
( لا أود أن يقرأني أحد
ولا اعرف هل ستصديقي ان اخبرتك ان هذا ايضا ربما هو حالي . حينما اجد نفسي محاصر بالاحزان . احس احيانا بالكآبة ولا أعرف سببها . أحيانا أخرى أجد نفسي فارغ الرأس . لا أستطيع التفكير ، أو التركيز . أهرب إلى تلك الكتب الماثلة هناك على ذلك الرف التي ربما مع مرور الوقت حط عليها التراب . أو إلى تلك الكتب الالكترونية ( هي السبب في ركن تلك الكتب الورقية على ذاك الرف ). وأبدأ في القراءة والاسترسال . كلمات تجر كلمات . الصفحة بعدها الصفة . حروف وكلمات ووريقات مليئة بالاحساس . تخرجني مما انا فيه . لأجد قلبي ربما يطير فرحا . ولأجد نفسي قد ارتاحت وهدأت وسكنت .
بعدها أذهب لأكتب . أية كلمات . مجرد كلمات . وأكون مؤمن منذ البداية بأنها ليست ذو قيمة للأخرين . ولم أكن طامعا أن يشاهدها أو أن يراها أحدا ما . مجرد أني أخرج مابنفسي . لأخبر بها نفسي . وكأني وكماوصفتي أهرب من نفسي لنفسي . أحدث نفسي بنفسي
ايضا لا انسى ان اشير الى انك ختمتي كلماتك بما هو رائع ( عندما أجد طريقي إلى الله .. عندها فقط لن أهرب منـــك ولا حتى إليـــــــك )
شكرا لك. تقبلي مروري . وتحياتي
شرقاوي
أعتذر للتأخر في الرد وجدتع الان وانا أقرأ كتاباتي مرة اخرى :)
تجارة كلية الشعب اكيد عارف
ولكني عندما اكتئب الآن لا أقرأ لاأكتب لا أتكلم فقط أنام عل أيامي تنقضي سريعا
تحياتي
عارفه يا سماح أحيانًا الواحد بيحس انه قصر فى حق نفسه وظلمها وأهملها وانها ما كانتش منتظره منه ده
الجمع بينفض والجميع بيذهب
فقط هناك "أنا".. ضميرك، نفسك، عقلك
لو الـ 3 متواءمين مع بعض الدنيا حتنصلح وحيوصل الشخص لمرحلة الرضا
لو لأ يبقى الشخص لازم يقعد مع نفسه ويحدد إيه حيسعده ويعمله .. ده مش سهل .. بس مش مستحيل .. فيه مجهود حيتبذل وفيه مخ حيتعب من التفكير .. بس فيه نتيجة حيوصلها الشخص .. اكيد
نهاية .. نفسِك جميلة .. وقلما ما تلاقى نفس جميلة محترمة بشوشة متفائلة بتأسر اللى ادامها من أول تعامل .. ربنا يخلى لك نفسِك يا سموحه ويبارك لك فيها :)
تعليقك بجد زودني حبة كمان محبة ليا يا بسمة
ربنا يخليك ليا وعندك حق المهم نوصل لنتيجة كويسة ربنا يخليك ليا بجد
Post a Comment