Friday, June 3, 2016

218) قمـيــص نـــوم

قميص نوم

فتحت الخزانة ووجدت انفاسهم تتناقص مع شدة لهيب الحر . تذكرت عندما وقفت أمام خزانتها في الشتاء ووجدتهم يرتعدون من برد المشاعر وقسوتها .

 لم تشتر يوماً واحداً منهم جاءوا لها كهدايا بألوان زاهية كلها حياة وفرحة كانوا يتراقصون في خزانتها كلما نظرت اليهم تجدهم يضحكون لها ويمنونها بليالى ربيعية ..

 مر عام يليه عام ثم مرت أعوام . كلما فتحت الخزانة وجدتهم حزانا وكأن العمر يرسم خطوطه عليهم هذا ضاق بها وهذا تقطعت اوصاله وهذا إنطفا بريقه وشحب لونه .. إنطفأت ضحكاتهم وسكن حتى أنينهم لم تعد تشعر بوجودهم إلا بأنفاسهم الأخيرة معلنة موت الألوان فيهم.

فكرت أن ترتدي احدهم عسى أن يدب فيهم الأمل بالحياة مرة أخرى ولكنها وجدت أنها حبيسة معهم في نفس الخزانة لن يراها أحد لن يثنى على جمالها أحد . أعادته لمكانه وذهبت لتحلم بحياة غابت عنها .

في منامها رأت قميص منهم في أبهى صوره وحاولت أن ترتديه فالتف حول جيدها يخنقها وكأنه محرم عليها ارتدائه ولو في الحلم .. ما عاد لها حتى أن تحلم بارتدائه .
استيقظت فزعة .. فتحت الخزانة فكرت أن تمزق كل منهم تقتلهم وتنهى انفاسهم الأخيرة بيدها . فناجاها ذاك المخملىّ كانت تفضله دائماً وتنتظر أن يشهد معها حكايات عشقها أن يسجل معها ضحكاتها ودفء أنوثتها وحنانها .

 لم تستطع فقط تجمدت يدها كما تجمدت سنوات انوثتها . وضعت المقص من يدها وعادت بهم لخزانتهم وأغلقتها على أن تتخذ قرارها في وقت لاحق  .

قميص نوم فقدَ ضحكته وألوانه وافتقدت معه هى.. لياليها الربيعية.

4 comments:

walaa tulip rose said...

مع مرور الاعوام تموت احلام وتولد احلام
هبي قميصك لمن ولد حلمها واتركيه ينعم بترعرعه معها
ولتبعثي الحياة بقميص اخر لعل حلمه يولد ويترعرع معك
فان لم يكن فاتركيه هو ايضا واستمري ببعث الحياة في الكثير فهناك خلف جبال اليأس حلم ينتظرك انت انت فقط لكنه يأبي ان يتحرك اليك وانت تنتظرين حلم نمطي بقميص ذابت احلامه وتوارت زهوته .... تعلمي يا الجميلة حين يمر الزمن علي حلم ان تستبدليه وداخلك يقين بان لكل حلم قميص يليق به هو فقط فلا تحتفظي بقميص حلم سابق ....

L.G. said...

فيه كتير وزعتهم يا ولاء بالفعل لعرايس ولكن هناك احلام تظل عالقة في الروح مهما استبدلناها ورضينا بضياعها .. تعليقك يشرفنى حقا

رحاب صالح said...

احلامنا المعلقة في خزانة
احلامنا التي تتخذ أشكال وألوان القمصان
احلامنا المهدرة لأجل من لا يأتي ولأجل من لا يشعر ولأجل من يرحل
دعونا نحلم لأنفسنا قليلا

L.G. said...

يارحاب لكنى في الحلم حتى عمرى ما ححلم لنفسي :(