Sunday, October 25, 2015

217 ) أقدام حافية





تحركت في اتجاه تلك الصخرة ببطء تارة وبعزم تارة أخرى . خلعت نعليها شعرت بقداسة حسن خلق الله ماهذا الجمال كانت تتحسس العشب تحت قدميها علها تتخلص من الطاقة السلبية وتتواصل مع أمها الأرض .. مشت في حقول اللافندر ما هذه الرائحة الزكية وذلك اللون البنفسجي شعرت بروحها تسمو وتتخلص من قيودها الحياتية .
سمعت ضحكات طفلة وامها تداعبها .. طافت بخيالها ذكرى .

- أمى أشعر بدوار أريدك بجانبي
- ليس لدى وقت لك أريد أن أختم القرآن
سقطت فجاءت لها .. "أحسن عشان تقعدى طول الليل قدام التليفزيون "
لملمت خوفها ورقدت في فراشها تشعر بالسقوط المتتالى وكلها رعب أن تموت وحيدة .

- سيدتى أتريدين كرسياً وبعض الشاي ؟
انتزعتها كلمات النادل مما ألم بها وردت قائلة : أشكرك سأجلس على تلك الصخرة هناك عند قمة الجبل .
- كوني حذرة يا سيدتى رجاء  ..  - سأفعل أشكرك

جبال مكسوة بالخضرة ويحيط بها البحر ويحتويها وتسمع صوت الماء من فوق الجبل وترى نور الشمس في يوم صيفي جميل يشرقعلى وجوه الناس في سعادة مع أولادهم أو رجل وامرأة ترى طيور الحب تطوف حولهم .

سأسافر الى اليونان .. هذا أفضل لك .. ألن نلتقى قبل سفري .. لا ليس لدى وقت . آسف مضطر أأقفل معاك دلوقتى معايا ناس .

صديقتى حنان كيف حالك أردت أن أودعك .. لم .. سأسافر لليونان .. علها سفرة خير .. آسفة مضطرة أأقفل معاك لأعد الغداء للأولاد .. سنلتقى عندما تعودين بإذن الله .

ابتهال ابنة خالتى .. كيف حالك أردت أن أسلم عليك .. لم .. سأسافر لل ... على خير ان شاء الله آسفة يا ابتسام مضطرة أأقفل معاك زوجى ينادى سأتصل بك في وقت لاحق .
سيدي أريد أن أقدم للوظيفة .. أنت شخصية ذكية وجميلة وتحملين العديد من الشهادات ولكنى مضطر آسفاً أن أبلغك ان لدينا شرط للسن بحد أقصى ثمانية وعشرون عاما وكما ترين أنت قاربت الاربعين .

شيخى لقد أعيتني الحياة .. إن الله يختبرك بنيتي سيكون لك شأن عظيم بعد سبع سنين .. ولكنى يا شيخى قاربت الاربعين كم سيتبقى بعد سبع سنين . بنيتي لا تقنطى من رحمة الله .

 أنا مضطرة أن أسافر وحدى .
لملمت نفسي ونظرت لجماد منزلى كان به روح أكثر ممن عرفت من البشر . هل تبكى أقلامى ؟ وكتبي ووريقاتى ؟ ملابسي التى سأتركها . زرعى الأخضر . قطتى ساكنة لا تتحرك .

باحتضان باهت ودعت والدتى . لم أحظى يوماً باحتضان قوى

ركبت الطائرة وناجيته أين أنت من وجعي ؟ يقولون أنك مع القلوب المنكسرة ولكنى لا أجدك بجانبي .سمعت النداء بهبوط الطائرة . وصلت لغرفتى بالفندق كنت قد صرفت كل أموالى المتبقية على تلك الرحلة تركت حقيبتي الفارغة تخلصت من كل شئ . لبست فستاناً قطنياً ابيض اللون تزينه بعض الزهور الخيطية على صدره . طويل بعض الشئ . ومشيت وحدى اتلمس طريقي لتلك الصخرة . يقولون عنها أن عندها تنتهى الاحزان.

رأيته ينتظرنى هناك .. الحلم الذى طالما راودنى يحمل معه الخلاص يحمل معه كل ما تمنيته يوماً .. تذكرت كل شئ كل حياتي مرت أمامى في لحظات ماذا لو تراجعت سأعيش بلا حلم .. أتذكر كلماتها .. "نفذى قرارك بعيد عني" . هل ابتعدت بما يكفى ! . هل لدى الجرأة أن أمضى في قرارى .

نظر اليها حلمها وقال لها ..  سأحتضنك بقوة في الطريق لا تخافي .

واحتضنت حلمها بقوة .. وهوت .

2 comments:

Anonymous said...

عيش الحياةكدر يتخلله كيد ولكن ليس ذلك بالأمر الهام ولكن المتعب حقا هو يوم تعرض آلامك في سوق كاسدة ولا تجد من يشتريها ولكنهم ينظرون من البعيد ليقولو واو لديه آلام

L.G. said...

:) اللى عجبنى بعد الكلام الكبير ده الواو :)