اليوم يوم مولدي يزيد فيه عمري عاما وينقص فيه عاما .لم أعد أهتم لهذا اليوم كثيرا لأن كل أعوامي متشابهة تحمل نفس الأحداث والأشخاص أجدها مثل ورقة الكربون التي تقل كفاءتها في الطباعة يوما بعد يوم ويجب علينا التخلص منها لأنها أصبحت بلا فائدة تذكر اليوم أكتب في المدونة لكي لا ألقي بالورقة وأحاول أن أبقيها يوما آخر علىّ أستطيع الحصول على ورقة جديدة . أيضاً لأكسر حالة الجمود بالمدونة لذا اليوم سأكتب لنفسي بما يدور بعقلي بدون تفكير .
مما أسعدني اليوم كثيراً ..ذهبت لشراء لب من طرطوسية في محطة الرمل وهي معروفة لأغلب السكندريين ووجدت عندهم لب خشب وسألت البائع صغير السن نسبيا هل يكون مذاقه مثل اللب الأسمر فقال لي لا مختلف تماما وأعطاني حفنة منه لأتذوقه فشكرته قائلة واحدة تكفي للتذوق وأخذت واحدة واشتريت البعض ولكن البائع وضع لي الحفنة السابقة زيادة وحسن معاملة منه فشكرته لذلك .وايضا ذهبت قبلها بيوم لشراء كاتشب من أحد المحال وبعد أن أخذ البائع مني المال وجد أن الكاتشب قد نفذ فأصر أن يعطيني العبوة الصغيرة الوحيدة المتبقية عنده بلا مقابل . ما يسعدني في تلك الحادثتين أن الناس تطبق السنة الشريفة بعلم أو عن غير علم بالفطرة .. نعم الفطرة السليمة تتفق حتما مع السنة الشريفة وأجد كلمة الحبيب محمد تترد في أذني
الخير في وفي أمتي الى يوم الدين فأفرح بتلك الكلمة جدا أيضا أن الناس يجدون في بشاشة تجعلهم يعاملوني بلطف أدعو لهم بسببه ولو علم كل بائع كم تؤثر تلك اللفتات البسيطة وتجعل المستهلك يذهب اليه لمجرد تعامله الطيب معه لإلتزم الجميع بطلاقة الوجه ورقة اللفظ خاصة في البيع والشراء
أحب المطر وأحب أني من مواليد شهر نوفمبر وأحب أني من مواليد يوم الجمعة وعلى ما روت أمي في وقت صلاة الجمعة تحديداً وأشعر بفضل المولى علىّ في ذلك عظيم وأني كنت هينة الوصول الى الدنيا فلم تتألم أمي كثيرا . أجد في ذلك سعادة كبيرة
أحب السماء في صفائها وفي أحزانها ودموعها واحب أن الله رزقني بنافذة كبيرة في مكان عملي أنظر للسماء منها وأسمع صوتها وأناجيها
أحب أمي وأحب النظر لوجهها والنور الذي يدور حولها
أحب إخوتي وأجد في أولادهما حب صاف شديد يكاد يذهب بنياط قلبي عندما يغيبون عني
أحب صديقاتي وأدعو للجميع من أساء لي ومن حفظني في قلبه
أحب من أحببت يوماً لأني ذقت معني الحب وعرفت معنى السعادة ولو للحظات لم تدم كثيراً
أحب أني أحب الله وعباده ومخلوقاته
أحب ذكرى أبي العطرة التي عندما يتحدث الناس بها تتنسم رائحة النبل والأخلاق السامية
أحب الحقيبة الجلدية الصغيرة وهي كل ما تبقى من أبي في منزلنا بعد سنين تصل لسنين عمري بأكملها .. فتحت الحقيبة منذ أيام قليلة ووجدت تشابها كبيرا بيننا في الميول الدراسية فقد كان يحب الأدب والفيزياء مثلي ووجدت شهادة تقدير له في كرة السلة وحصول مدرسته على المركز الأول في مسابقات المدارس. شهادة الخدمة العسكرية وأنه كان مؤهل للعمل كسائق في الحروب وتقديره قدوة حسنة
أحب كل ما أحب بقوة وشغف وعنفوان وهو شئ يفتقر إليه العديد من الناس
أحب قدر ما أحب أن ألقى الله بوجه كريم لا تشوهه الذنوب كنت أحب أن أكتب ولكني أشعر أني في زمن صمتي الآن
----
لحظة سكون .......... ماذا علق في ذهنك عزيزي القارئ مما قرأت الآن ؟؟؟
====
تحياتي في يوم ميلادي
تحية لمصطفى أمين رحمة الله عليه لأنه أسماه عيد الحب النسخة العربية