Monday, April 14, 2008

127) كلمات تتردد

رفقا بالمبتلى
هذا كان عنوان أول موضوع قرأته في مدونة العزيزة سلوى وكم تأثرت بتلك الجملة حقاً

ما الذي أرجع تلك الجملة تتردد في ذهني .. أن الناس لا ترفق بي وجدت جملة غريبة تتردد على ألسنة صاحباتي أو معارفي ـ أنني في نعيم ـ لا أنكر أني راضية بما ارتضاه الله لي وأن الحياة من أقدار خير وابتلاء ليس لنا فيه شئ ونصبر ونحتسب الأجر عند الله صاحبتي التي تزوجت من تحب وأنعم الله عليها بالأولاد تقول لي أني لا أدرك معاناتها وأنني في نعيم بالغ لا أشكر الله عليه عندما أصرح لي بقلقي متمنية أن يرزقني الله بالزوج الصالح
والأولاد . سكت عن حالي وتعجبت ؟ هي في ابتلاء بالنعم وتراني في نعمة من الحرمان .. لم أنطق .. عاودتني تلك الكلمات من سيدة تعرفت عليها مؤخراً بالمسجد وحالها طيب وتعمل عملا غير مرهق ولها زوج وأولاد
وشكت لي من الحسد ممن حولها لأن الله من عليها بأن وسع لها في الرزق من حمل جديد وشقة جديدة وسيارة .. نصحتها بالمعوذتين دائماً وعندما طلبت مني أن نلتقي ثانية للصلاة .. التقينا ووجدتها تعيد الكلمات وتراني في نعيم لأني بلا أولاد .. هذه المرة نبهتها وقلت لها ما هي الحياة بلا بيت ولا أطفال وكيف تكون في الشيخوخة بدون ونيس ولا معين ؟ فسكتت وقالت داعية الله بأن يرزقني .. صدقاً في الحالة الأولى أوجعني أن
صديقتي لا تشعر نهائيا بحزني لذا لم أتكلم وفي الحالة الثانية كان الأهم عندي أن أنبه السيدة لخطأ تفكيرها فهي
تشتكي من حسد الناس وأنهم لا يعلمون بمدى معاناتها مع الأطفال .. أردت أن أنبها أن العين تخطأ فهي تراني شابة قد تكون اجتمعت لي بعض النعم ولكن لا ترى مدى الابتلاء بالوحدة وعدم وجود أطفال وأسرة .. عاودتني
الكلمات من قريبة لي علمت بحملها لمرة ثالثة وكنت مستبشرة فرحة برزق الله لها فكانت ستخطأ بنفس الكلمات
ولكنها تداركت وقالت داعية أن أعاني مثلما تعاني هي ..
رفقاً بالمبتلى .. نعم رفقا يراني البعض مازلت بجمالي لأني لم أنجب وأني أخرج وقتما أريد ولا أرهق بالأعباء المنزلية .. ولكني بلا عمل بلا رفيق بلا أولاد ؟؟!! عجباً أتستطيع إحدى هؤلاء السيدات أن تستغني عن أحد
أولادها وتأخذ كل هذا النعيم الذي أرفل فيه من وجهة نظرهم ؟؟ ألم يقل الله المال والبنون زينة الحياة الدنيا !
عجبا لم يقل وقت الفراغ لم يقل الثقافة أو الجمال ..

في لحظة حزن ألمت بي يوما وجدت ابن أختي الصغير لم يكن تعدى الثالثة من عمره جاء ووضع يده الصغيرة
على كتفي وقال لي : متزعليش أنا بحبك
وكأن حبه يكفيني فلا أحزن أبداً بارك الله فيه نعم في تلك اللحظة حمدت الله كثيراً كثيراً لأنه أنعم علىّ بنعمة أولاد الأخت هناك من هم غيري لم ينجبوا ولم ينجب أخواتهم بعد فلم ينعموا بوجود أطفال في بيوتهم أبدا .. حمدت الله لأني خالة

كل منا له ابتلاء حتى من عنده نعمة الأولاد والزوج قد يكون ابتلاؤه في صحة في مال . وقد يكون عدم ابتلاؤه ابتلاءاً في حد ذاته .. لانعلم

رفقاً بي لا تحسدونني على عدم وجود نعمة الزوج والولد .. الفراغ الذي أتمتع به كما ترون يقتلني ويقتل جمالي
وذكائي وثقافتي بلا عمل بلا استثمار بلا عائد

لا ألوم على أحد حقاً وأدعو لمن هم يرون أنفسهم مبتلين بالنعم المذكورة ولكني أود لو ينتبهوا قليلا ويقدروا هذه النعم .
لا أنسى يوما كنا لدى طبيب وفي الانتظار والدتي انزعجت مني ومن تربية الأولاد فردت عليها سيدة وقالت لها أنت في نعمة يتمناها الآخرون
كنت صغيرة ولكن الكلمة حفرت في عقلي من يومها نعم قد تكون لدى نعمة مثل الفراغ يتمناها البعض ولا أدري فائدتها حتى تضيع مني .
أحاول قدر المستطاع أن أستفيد من فراغي وثقافتي المعطلة وكل ما أراه ابتلاء أو نعمة ولكن كل ما أطلبه أن
يرفق بي الناس بعض الشيء

الى لقاء

3 comments:

Jana said...

من أبلغ كلماتك فى هذه التدوينة
"ان يكون الانسان بلا ابتلاء ..هو ابتلاء فى حد ذاته"
فكيف يكون التكفير لذنوبنا الصغيرة
وكيف يكون رفع الدرجات ..للوصول الى المبتغى فى الجنة باذن الرحمن !!؟؟
فالابتلاء ايا كانت درجته ...رحمة من الله

تعودت الناس ان ترى مبتلاها ولا تراه فى الاخرين..فاعذريهم واذكرى لهم ان الابتلاء الحقيقى يا ال جى يكن حين تستيقظى مبكرا ..فترى جارك يسنده اخاه تارة ..ويتوكأ على عصاه بمفرده تارة اخرى ...فى الصباح الباكر محاولا اللحاق بدوره فى الغسيل الكلوى
الابتلاء حين ترى أما ..تحاول جاهدة ..بدون ان تتكلم ..فقد اختنقت عباراتها ..واكتفت بالدموع وهى تحاول فض اشتباك بين طفليها والمصابين بدرجة عالية من البله المنغولى
الابتلاء حين تسمعى تأوهات مريض كتب عليه تحمل الام سرطان العظم ..حتى النهاية والكل عاجز عن مد يده له..فاكتفوا بالدعاء
ولى ان اذكر ملايين الابتلاءات المشابهة ان وددت
فلنتذكر سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين كان يحمد الله على مصابه ..فى ثلاث...انها كفارة لذنبه ..وانها لم تكن فى دينه ..وانها لم تكن أعظم من ذلك
ولا ننسى ان ..ابتلاء الدنيا يقابله نعيم الاخرة ..شريطة الصبر عليه والرضا به
انا لا استهين بابتلائات الاخرين ...ولكنى لا اراها الا نعمة عظيمة ..اراد الله بها خيرا لهم
ولا يجب ان ننسى ان الله قادر على تغيير الحال دوما ...بما فيه صلاح الحال والشأن

اعهدك حامدة شاكرة مؤمنة ..ولم أعرف فيكى يأسا ولا قنوطا ..
ولا ارى سببا بالغا لتشاؤمك الواضح فى طيات كلامك ...فأنتى جوهرة ثمينة يحفظها الله لمن يستحقها واراد به خيرا ..وستكتشفين ذلك قريبا باذن الله

"ولسوف يعطيك ربك فترضى"

الباحث عن الحقيقة said...

كل انسان مبتلى
لقد خلقنا الانسان في كبد
كل واحد في الدنيا له اختبار خاص من الابتلاء
لكن الاجابة على الاختبار ده واحده للجميع
وهي الصبر
وتذكري
انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب
تحياتى
وكمان تعلق الاخت جنه ممتاز
انتى بطلتي تزورينا ليه؟
مش ابقي تزورينا
هههه
ربنا يكرمك ويخليلك ولاد اختك

L.G. said...

جنى
عزيزتي لا أبدا لا أقنط ولست أجد في ذلك مشكلة بل أحمد الله أن الابتلاء على قدر تحملى وليس في صحتى مثل الأمثلة التي ذكرتيها ولكني أتعجب من حسد الناس
حسدوا الأعمى على طول نبوته عبى رأي المثل قصدي من التدوينة محدش يحسد حد خالص :))
=======================
الباحث
انت فين بزوركم والله بس انتو مبتنزلوش حاجة جديدة وآخر تدوينة عن شم النسيم وبصراحة مبحبش نحتفل بيه لأسباب خفت تزعق لأنك بتهدد من الأول اللى يعارض عيد شم النسيم
في رأيي لا عيد الا العيدين الصراحة
فآثرت السلامة عشان في ناس في مدونة تانية لسه مزعقين مش عاجبهم كلامي :))
عودا حميدا
قولي رأيك في التدوينات اللي فاتتك بأه مش اجازة من الجيش