Sunday, February 10, 2008

68) مجدي مهنا



وكـــأن هـــؤلاء لا يمـــــــو تــــــــون
لم الرحيل
كاتبي الراحل عني وعن قرائه لم الرحيل قد كنت فينا نبراساً نمشي في ضوئه ونتقدم . لم الرحيل ولم تودعنا ولم توصينا . هل تركت لي وصية كلمة أخيرة بم توصيني .. لا أسمعك بوضوح . لم خفت صوت مصر معك . لم الرحيل ؟
أحمد الله
أحمد الله أني عرفتك كلمة طيبة .. رأي جرئ .. قلب صادق .. أحمد الله على نعمة القراءة لأني قرأت لك وتعلمت من كلماتك .. أحمد الله أنك تمتعت بكل ذلك الحب من الناس .. أحمد الله على كثرة مشيعيك


عرفتك من جريدة المصري اليوم وتابعتك يوما بعد يوم في عمودك في الممنوع وكم أعجبت برأيك وكم وددت لو رأيتك وسلمت عليك وقلت لك سيدي لقد أضفت للحياة معنى جميلا
نعم كنت أبدأ قراءتي من النهاية من آخر الصفحات لأبدأ بقراءة عمودك اليومي وعندما قرأت تلميحاً بمرضك في كتابة أحد زملائك بالجريدة انقبض صدري وخفت عليك ودعوت أن أكون التبس على الفهم ومرت الأيام واتضح بالفعل مسألة مرضك وأن الله عافاك منها ولكني لم أتوقف عن الدعاء لك لقلة أمثالك ولشدة حاجتنا إليك .


طليق المرض
نعم خفت عليك من المرض أن يأخذك بعيداً عنا أو يضعف قوتك ولكني .. سبحان الله عرفت مدي جهلي بأحكامه . لا والله لقد جعلك المرض طليقاً حراً تحلق في سماء الحرية . كسر المرض عنك رسن الدنيا بكل ما فيها فلم تعد تكترث إلا لكلمة حق تقولها قبل أن ترحل . نعم أطلقك المرض من أسر الدنيا فما عدت لتخاف .. فمم تخاف من الموت !! لا لقد تصادقت معه وأمهلك الله قليلا.


كلمـاتك
وأنت تتكلم سابقاً كنت تقول أنك يتيم الأب منذ الصغر مما أضفى على حياتك الكثير من الجدية فقلت " كبرت وأنا صغير " وبعد محنة مرضك احسست حب الناس . لا والله لم يصلك بعد حب الناس لك .
مع أني شاهدتك في تلك الأمسية قبلاً ولكني اليوم أسمعك من جديد وأنت تتحدث عن مصادر السعادة وأن الانسان يجب أن ينوعها .. سيدي كنت لي مصدر سعادة وفخر .. رجل يعرف معنى كلمة الحق .. رجل يقولها عالية مدوية لا يخاف .. عندما قلت " الغلابة في مصر كتير قوي " ياااه نعم كم كنت تشعر بنا بالشعب كله . يعلم الله أني لم أكن أعرف هل أنت مسلم أم مسيحي كل ما أهمني أنك مصري عربي انسان تدافع عن كلمة الحق


نهـايـة
وعندما دخلت على أمي تبكيك وتقول لي لقد توقفت أجهزة جسدك عن العمل وما هي الا لحظات تبقى فيها معنا . بكيتك ولو أني قررت أن أوقف نفسي عن البكاء لأي سبب ولكني عجزت عن احتمال الفقدان . نعم لقد تيتمت اليوم وكلما فقدت شخص يحب الانسانية ويسعى لخيرها واعلاء كلمة حق أشعر باليتم . حتى والدتي عندما فاض بها كيل التدمير الذي يحيط بمدينتنا الاسكندرية لجأت لك وكتبت خطابها تستنجد بكلماتك علها تذود عنا ما يفعله الحاكم الاقليمي وحرصاً على ما كتبت جاءتني بخطابها لأراجعه وأصرت أن أرسله لك . كانت ترى فيك سندا ومنبراً عالى لكلمة الحق . لا أذكر أنها راسلت صحفي من قبل ولكنك زرعت فينا الأمل في التغيير في الاصلاح . لأنه ان وجد أمثالك فالوطن مازال بخير


رحلت
نعم رحلت .. ولكن كلماتك باقية . نعم رحلت .. ولكن دعاؤنا مستمر .. نعم رحلت ولكن الذكري تأبي أن ترحل سيدي ما النهاية الا بداية جديدة حياة بلا ندم بلا أوجاع . لا تقلق " الا من أتى الله بقلب سليم " لا تقلق دعائي لن ينقطع . نعم أحزن لا تنكر علىّ حزني . أحزن لأني امرأة لم أستطع أن أشيعك في جنازتك .. نعم أحزن لأني لم أقل لك كم أحترمك وأقدرك .. نعم أحزن لأن هناك أناس لا يعرفون للحق طريقاً حظوا بلقاءك والجلوس معك ولم أحظ بذلك .. نعم أحزن لأنك مضيت وتركتني كما مضى أبي من قبل
ولكن عزائي " إنا لله وإنا اليه راجعون " اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها
قد يكون صوت من أصوات الحق خفت ولكن وكما قالت أمي عندما نظرت لصورتك عند الوداع
وكـــأن هـــؤلاء لا يمـــــــو تــــــــون

1 comment:

الربان said...

تحياتي


رحم الله مجدي مهنا و من هم مثله الذين كانوا لا يخشون لومة لائم...

ان مثل هؤلاء مثل النجوم يُقتدي بهم في تجردهم و نزاهتهم...

نسأل الله العلي القدير ان يغفر له ذنوبه و يوسع له في قبره...و يبدله دارا خير من داره وأهلا خير من أهله..
و أن يزد في حسناته و يرفع درجاته.

تحياتي و تقديري لشخصك الكريم و دمت بالف خير.